تجري إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مشاورات مكثفة لوضع تصوّر لجدول أعمال جولة المحادثات المقبلة بين الجانبين، والمقررة في بغداد في 23 من الشهر الجاري. ودعا الاتحاد الأوروبي إيران إلي تجميد نشاطات تخصيب اليورانيوم، في ما يتناقض مع موقف الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) خلال محادثات اسطنبول، ما يؤشر إلي رغبة وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون ممارسة مزيد من الضغوط علي طهران، لتقديم مزيد من التنازلات قبل اجتماع بغداد، ولرفع سقف المطالب الغربية، في مقابل ثوابت إيران. وقالت مصادر ديبلوماسية في طهران ل «الحياة» إن اجتماعاً علي مستوي مديرين، بين إيران والدول الست، عُقد في برلين في 3 من الشهر الجاري، برئاسة آشتون، لدرس نتائج لقاءات علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهيلغا شميد، مساعدة آشتون. ويعتقد المحلل الاستراتيجي الإيراني محمد فرهاد كليني أن «الحوارات التي حدثت بعد اجتماع اسطنبول، تحاول التوصل إلي خريطة طريق لبدء محادثات جادة ومثمرة بين الجانبين»، معتبراً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان واضحاً خلال خطابه أمام مؤتمر «منظمة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية» (إيباك)، في شأن ابتعاده عن سياسة المواجهة مع إيران. وتحدث كليني عن «أهمية موقفي الصين وروسيا، في تغيير موقف الولاياتالمتحدة». وتشير المصادر إلي أن إيران طرحت ثوابتها علي الغرب، لإدراجها في «خريطة الطريق» ولتشكّل إطاراً لمحادثات بغداد، وتتضمن رفضها تجميد التخصيب بنسبة 5 في المئة، وامتناع الدول الست عن مطالبتها بإغلاق منشأة التخصيب المحصنة في فردو، إضافة إلي وضع آلية لرفع العقوبات المفروضة عليها. ويمكن مناقشة المسائل الأخرى، لتبديد قلق الغرب، شرط توافر حسن النيات. ولفتت المصادر إلى أن باقري واجه مشاكل للاتفاق مع شميد، «إذ إنها لم ترغب باتفاق علي أي نقطة مع إيران، وكانت تفضّل وضع تصوّرات لعرضها علي الدول الست». وذكرت مصادر ديبلوماسية أن الدول الست لا تملك وجهة نظر موحدة في شأن محادثات بغداد، إذ إن الولاياتالمتحدة تعتبرها تكتيكية، ويريد أوباما استخدامها ورقة في انتخابات الرئاسة الأميركية، فيما تحاول روسيا والصين وألمانيا استغلالها لتسوية الملف النووي الإيراني. أما فرنسا وبريطانيا فتريدان فشل المحادثات، من خلال فرض شروط تعجيزية على إيران، تتناغم مع رغبة إسرائيل بإفشال المحادثات. وتعتقد مصادر إيرانية أن تأثير الوفد الفرنسي سيكون أقل من السابق، بسبب فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على الرئيس نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة، ما يجعل المبعوث الفرنسي في محادثات بغداد أقل تمسكاً بسياساته السابقة إزاء الملف النووي الإيراني. واعتبرت المصادر أن هولاند سيكون واضحاً في ابتعاده عن السياسة الخارجية التي انتهجها ساركوزي، بما في ذلك إزاء إيران، خصوصاً أن الحزب الاشتراكي الفرنسي انتهج دوماً سياسة أكثر اعتدالاً في الشأن الإيراني. «جائزة الإمام الخميني الدولية» على صعيد آخر، أطلق المجلس الأعلى للثورة الثقافية في ايران، «جائزة الإمام الخميني الدولية» التي ستُمنح سنوياً الى شخصين على الأكثر، وتُخصّص ل «شخصيات ثقافية وسياسية بارزة ورواد التيارات الثقافية والاجتماعية والسياسية دولياً»، كما افادت الرئاسة الايرانية.