انفجرت قنبلة موقوتة داخل باص اقل موظفين حكوميين وآخرين في طريقهم من مدينة بيشاور، عاصمة اقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، الى بلدة تشار صدة المجاورة، ما ادى الى مقتل 20 شخصاً على الاقل بينهم 8 نساء و3 أطفال وجرح 40 آخرين. وأوضح خبراء متفجرات ان «القنبلة احتوت 7 أو 8 كيلوغرامات من المتفجرات، وخبئت تحت الباص مع وصلها بجهاز توقيت». وجاء الانفجار غداة تفجير قنبلة اخفيت داخل دراجة نارية امام مدرسة لتعليم القرآن الكريم تابعة لجماعة دينية سنية في مدينة كويتا ببلوشستان (جنوب غرب)، ما اسفر عن سقوط 16 قتيلاً. وشهدت كويتا في الاسابيع الأخيرة عمليات اغتيال استهدفت أفراداً من الأقلية الشيعية (الهزارة) الذين قدموا من افغانستان. وكان قائد حرس الحدود الباكستاني في بلوشستان تحدث في شهادة ادلى بها قبل أيام امام المحكمة العليا، عن عمل أكثر من 20 جهاز استخبارات أجنبي في بلوشستان لزعزعة استقرارها. ويترافق تصاعد العنف في مناطق القبائل مع تزايد التوتر بين واشنطنوكابول من جهة وإسلام آباد من جهة أخرى، خصوصاً بعد تصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لدى زيارته كابول اول من امس، بأن بلاده ضاقت ذرعاً بتصرفات باكستان، وكون أراضيها لا تزال ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابيين وقيادات تنظيم «القاعدة»، وانها لن تتوقف عن شن غارات صاروخية على مناطق القبائلية. وردت سفيرة باكستان في واشنطن، شيري رحمن، بأن تصريحات بانيتا «غير مفيدة، وستزيد صعوبة تضييق هوة الخلافات بين البلدين». وأضافت «لن تترك هذه التصريحات أي متنفس لأولئك الذين يسعون للخروج من الطريق المسدود»، علماً ان الولاياتالمتحدة تحض باكستان منذ فترة طويلة على بذل مزيد من الجهود للمساعدة في الحرب على المتشددين. لكن العلاقات بين البلدين تعرضت لسلسلة نكسات، خصوصاً بعد قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد العام الماضي، ما أحرج إسلام آباد. ويعتبر تعاون باكستان حيوياً بالنسبة الى الجهود الأميركية لإعادة الاستقرار في افغانستان قبل سحب كل القوات الأجنبية القتالية من البلاد بحلول عام 2014. وتملك باكستان روابط تقليدية قوية مع حركة «طالبان» الأفغانية وجماعات متشددة اخرى. في غضون ذلك، بدأت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نيفي بلاي مشاورات مع الحكومة الباكستانية تندرج في اطار تحقيق تجريه المنظمة الدولية حول سقوط مدنيين ابرياء في الغارات الأميركية بمناطق القبائل. وتحاول إسلام أباد بدعم من بكين وموسكو ودول صديقة الضغط على واشنطن عبر المنظمات الدولية لوقف الغارات، في حين تحاول واشنطن زيادة ضغطها على إسلام آباد لإجبارها على إعادة فتح طرقها امام امدادات قوات الحلف الأطلسي (ناتو) المرسلة الى افغانستان، وذلك بعد أكثر من ستة شهور من إغلاقها إثر قتل مروحيات أميركية 24 جندياً باكستانياً في بلدة صلالة الحدودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتطالب باكستانالولاياتالمتحدة بتقديم اعتذار رسمي عن الهجوم، وهو ما ترفضه واشنطن التي جمدت مساعدات مالية لباكستان. ويستبعد المسؤولون الباكستانيون تعاون واشنطن في تحقيقات مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، في ظل تحججها بأن الغارات لم تهدف الى قتل هؤلاء المدنيين بل القضاء على قيادات «القاعدة» و «طالبان» الذين فشل الجيش الباكستاني في وضع حد لنشاطاتهم التي تشمل التخطيط لعمليات ضد قوات الحلف في افغانستان.