إسلام آباد، لندن – رويترز، أ ف ب – نفى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ووزير الداخلية رحمن مالك زعم نائب قائد حركة «طالبان باكستان» الملا فقير محمد السبت الماضي إجراء محادثات سلام مع الحكومة، وأكدا أن إسلام آباد لن تفعل ذلك إلا إذا القت الحركة السلاح، واستسلمت أولاً. وقال مالك لصحافيين في إسلام آباد: «لا حوار مع طالبان» التي تشن حرباً منذ أربعة أعوام ضد الحكومة، علماً أن تأكيد هذه الخطوة قد يزيد توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان. وتابع: «يجب أن يكون الملا فقير محمد واقعياً. إذا كان لديه مشاعر تجاه باكستان وإذا كان جاداً فعلاً في شأن السلام، يجب أن يهبط من الجبال ويسلم سلاحه ويتحدث إلى وكيل سياسي وشيوخ محليين ويطلب من الله المغفرة على خطاياه. وبعدها ربما تسامحه الأمة، لكن ليتوقف الآن عن نشر معلومات مضللة». وحذا جيلاني حذو مالك خلال تصريحات أدلى بها إلى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، مع إبقائه الباب مفتوحاً أمام إجراء مفاوضات. بقوله إن «كل من يستسلم ويتخلى عن العنف فهو مقبول لدينا»، علماً أن حكومته تعهدت نهاية أيلول (سبتمبر) منح فرصة للسلام عبر إجراء محادثات مع المتشددين في الداخل. حرق صهاريج ل «ناتو» ميدانياً، دمر متشددون سبع شاحنات صهاريج لتزويد الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بالوقود، وقتلوا سائقاً لدى محاولة قافلة امدادات العودة إلى كراتشي من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، حيث أوقفت السلطات قبل أسبوعين حركة عبور القوافل احتجاجاً على مقتل 24 من جنودها في قصف نفذته مروحيات الحلف لمركز عسكري بمنطقة مهمند القبلية (شمال غرب) في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وكان رئيس الوزراء جيلاني اعلن أول من امس أن هذا التعطيل قد يستمر لأسابيع. واعتبر هذا الهجوم الثاني الذي تتعرض له هذه القوافل خلال أربعة أيام في بلوشستان بعد تدمير34 شاحنة تموين على الأقل في هجوم بكويتا أيضاً. وصرح المسؤول في الشرطة عنايات بوغتي بأن «ثمانية مسلحين ركبوا دراجات نارية طالبوا السائقين بالتوقف، ثم اطلقوا النار على شاحنات الصهاريج»، مضيفاً أن «سائق إحدى الشاحنات أصيب برصاصة وقتل على الفور. وأحرق المهاجمون الشاحنات قبل أن يهربوا». قاعدة «شمسي» على صعيد آخر، اعلن مسؤول عسكري باكستاني بارز أن إخلاء القوات الأميركية قاعدة شمسي الجوية ببلوشستان التي تستخدمها طائراتها بلا طيار لاستهداف متشددين في منطقة القبائل، لن تؤثر على الحملة الجوية الأميركية التي لا تلقى تأييداً كبيراً داخل باكستان، لكنها مكسب سياسي كبير لإسلام آباد «تظهر تصميمنا، وعدم تهاون الجيش والحكومة معاً مع أفعال تنتهك سيادة البلاد»، علماً أن الإجراء اتخذ بعد سقوط الجنود الباكستانيين في غارة الحلف بمهمند. وأوضح المسؤول أن قاعدة «شمسي» استخدمت غالباً لصيانة الطائرات بلا طيار وتزويدها بوقود، بينما كانت معظم العمليات تنفذ من أفغانستان التي تستضيف قاعدتين على الأقل لهذه الطائرات، لذا يجب أن ننتظر لنرى مدى تأثير الإخلاء على العمليات».