تعمل واشنطن على خطين متوازيين للضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: الأول تحذيره من استخدام القوة للبقاء في السلطة، والثاني تسليح القوات الكردية بشكل خفيف والتلويح بالمزيد لدعم الأكراد في محاربة «داعش» في حال عدم الوصول الى حل سريع للأزمة السياسية في البلاد. وعلى رغم بعض التقدم الذي أحرزته القوات الكردية في نينوى، إلا أنها خسرت أمس ناحية جلولاء، في ديالى لمصلحة «داعش» وأكد مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» ووكالة « أسوشيتد برس» ان واشنطن بدأت تسليح القوات الكردية، وفيما لم يحدد المسؤولون مصدر السلاح ، قال مسؤول في الخارجية إنه «ليس الوزارة والأكراد يتلقون السلاح من مصادر عدة». ويرجح هذا التصريح إشراف وكالة الاستخبارات المركزية (سي.أي.إي) على التسليح. وقال وزير الخارجية جون كيري، خلال زيارته أستراليا ان تشكيل الحكومة العراقية مسألة «محورية للحفاظ على الهدوء والاستقرار في هذا البلد ونأمل في ألا يعكر المالكي مياهها». وحذره من اللجوء الى القوة لعرقلة العملية السياسية. ولم يتصل البيت الأبيض بالمالكي في الأسابيع الاخيرة، على رغم التصعيد العسكري في الشمال، كما أجلى معظم موظفيه من السفارة في بغداد وحضّ على تشكيل حكومة توافقية منفتحة على الأقليات لمواجهة خطر «داعش». في بغداد، قال النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» حسن جهاد ل «الحياة» أمس إن «طائرات أميركية محملة أسلحة حطت أمس في مطار أربيل، في أول خطوة لتسليح قوات البيشمركة بشكل مباشر». وأوضح إن الشحنة «تضم أعتدة وستلعب دوراً مهماً في الحرب على داعش»، ولفت الى إن حكومة الاقليم «طالبت وزارة الدفاع في بغداد في أوقات سابقة بتسليح قواتها ولم تتم الموافقة على ذلك». وتعتبر خطوة واشنطن في تسليح قوات «البيشمركة» أول تحرك من نوعه لتسليح هذه القوات بشكل مباشر من دون المرور بالحكومة الإتحادية التي تحفظت خلال السنوات الماضية عن تسليح «البشمركة» وترفض صرف رواتب عناصرها. الى ذلك، اشار النائب جهاد، وهو عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق إلى أن «الضربات الجوية الأميركية على أماكن انتشار داعش في مناطق قرب حدود أربيل تواصلت لليوم الثالث على التوالي وازالت بشكل حاسم خطر التنظيم عن اقليم كردستان». وأكد أن «قوات البيشمركة تمكنت امس من التقدم نحو مناطق جديدة وقعت تحت سيطرة داعش، ونجحت صباح أمس في دخول ناحية بعشيقة، شمال شرقي الموصل، ويتوقع أن تدخل مناطق جديدة بعد أن تمكنت من السيطرة على قضاء مخمور وناحية الكوير». وأوضح أن «غرفة عمليات مصغرة بين سلاح الجو الأميركي وقوات البيشمركة تدير العمليات العسكرية، ويعقب القصف الجوي لأي منطقة تقدم للبيشمركة لتطهير الارض من التنظيم». وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأميركية أمس أن قواتها شنت سلسلة غارات جديدة على مقاتلي «داعش» ولفتت الى أن « الغارات كانت بطائرات متنوعة، وبعربات مسيرة عن بعد للدفاع عن القوات الكردية قرب أربيل، حيث يتمركز مستخدمون ومواطنون أميركيون». واضاف البيان ان «مقاتلة أميركية دمرت شاحنة مسلحة لداعش، كانت تطلق النار على القوات الكردية المتمركزة قرب أربيل وبعد الغارة رصدت القوات تحرك شاحنة أخرى بعيداً من موقع الغارة». وزاد: «ضربت طائرة اخرى موقع مدفع هاون تابع لداعش، ودمرت معه شاحنة مسلحة كانت في جواره، كما قصفت طائرة أخرى ودمرت شاحنة ثالثة». من جهة أخرى، خسرت قوات «البيشمركة» ناحية جلولاء، شمال محافظة ديالى، لصالح تنظيم «الدولة الاسلامية»، وقالت مصادر في قوات الأمن الكردية أن البلدة الواقعة على بعد 86 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد، سقطت في أيدي «الدولة» بعد اشتباكات اندلعت منذ الصباح بين مئات المقاتلين من داعش والقوات الكردية. وتتبع جلولاء ادارياً قضاء خانقين الذي يضم ايضا ناحية السعدية وسكانها من الغالبية الكردية وتعتبر هذه المناطق موقعاً استراتيجياً يربط بين بغداد واقليم كردستان عبر محافظة ديالى. وفي بابل جنوببغداد أفاد مصدر أمني في المحافظة ان اشتباكاً مسلحاً اندلع ظهر أمس بين القوات الأمنية والمتطوعين وعناصر من تنظيم داعش اثناء هجومهم على منطقة صنديج التابعة لناحية جرف الصخر اسفر عن مقتل 14 عنصراً من «داعش».