طويت أخيراً صفحات مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي أسفرت عن تتويج فريق تشلسي الإنكليزي للمرة الأولى في تاريخه، فضم العاصمة البريطانية لندن إلى السجل الذهبي للبطولة العريقة بعهديها القديم (كأس الأندية البطلة) والجديد (دوري الأبطال)، المدون عليه أسماء مدن مانشستر وليفربول ونوتنغهام وبرمنغهام. إنها المسابقة التي تضخ ملايين في صناديق الأندية التي تخوضها موفرة لها ثروات كبيرة، نظراً لاتساع شعبيتها عالمياً. فقد أظهرت إحصاءات النسخة الماضية أن 1،1 بليون نسمة تابعوا مجرياتها، وهم 514 مليوناً في أوروبا، و227 مليوناً في أميركا، و193 مليوناً في أفريقيا والشرق الأوسط، و133 مليوناً في آسيا وأوقيانيا، وذلك وفق التوزيع الجغرافي لأسواق الإعلانات. وحشدت المباراة النهائية 1788 مليون مشاهد في العالم. يذكر أن نهائي المسابقة بات الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة بدءاً من عام 2009، متقدماً على نهائي ال«سوبر بول» الأميركي، وقدر متتبعو مباراة تشلسي – بايرن ميونيخ بحوالى 300 مليون مشاهد، علماً بأن بايرن ميونيخ يملك أنصاراً أقل خارج قواعده بعكس برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد. ويعتبر خبراء أن اعتماد النظام الحالي للمسابقة، التي باتت تعرف بدوري الأبطال، كان «ضربة معلم» تسويقية، باعتبار أن البث التلفزيوني المباشر للمباريات شمل 29 أمسية (يتابع حوالى مليون مشاهد كل أمسية) في مقابل 9 أمسيات وفق النظام السابق (كأس الأندية البطلة). وأدى نقل موعد النهائي من يوم الأربعاء إلى السبت إلى رفع نسبة المشاهدة، إذ أتاح هذا الاختيار فرصة أكبر أمام الناشئة والطلاب. لذا، فلا عجب أن تتقدم 40 شركة ترغب في أن تضم أسماءها إلى المسابقة، ما إن فتح باب تجديد عقود الرعاية والإعلان لفترة 2013 – 2015. وتحظى المسابقة بمتابعة 53 في المئة من المشاهدين خارج «القارة العجوز»، وتفوق عائدات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم 1،1 بليون يورو سنوياً منذ عام 2009، وتوزع 754،1 مليون يورو على الفرق ال32 المشاركة. وتبلغ حصة الفائز بدوري الأبطال 9 ملايين يورو، في مقابل 5،6 مليون للوصيف، و4,2 مليون للفريق الذي يبلغ الدور نصف النهائي، و3،3 مليون لربع النهائي، و3 ملايين يورو عند بلوغ دور ال16. أما منحة المشاركة العامة في المسابقة فمقدارها 3,9 مليون يورو لكل فريق، علماً بأن منحة خوض مباراة ضمن دوري المجموعات فتبلغ 550 ألف يورو، يضاف اليها 400 ألف يورو في حال التعادل، و800 ألف في حال الفوز. وقبل خوض النهائي على ستاد «أليانز أرينا»، بلغت أرباح بايرن من عائدات المسابقة 21،3 مليون يورو (ما عدا الحصة الناجمة عن النقل التلفزيوني)، في مقابل 20،9 مليون يورو لتشلسي. ومنذ إطلاق الصيغة الجديدة للمسابقة (دوري الأبطال) في موسم 1992 – 1993، حصد مانشستر يونايتد الحصة الأكبر من العائدات وبلغت 399،9 مليون يورو، ويليه بايرن ميونيخ (345،8 مليون) ثم برشلونة (317،4) وريال مدريد (316). ويحتل آرسنال المركز الخامس (298،3) أمام تشلسي (276،9) وميلان (268،8). يذكر أن حصة مانشستر بلغت 53،197 مليون يورو في الموسم الماضي في مقابل 51,025 لبرشلونة الفائز باللقب. وتجني الفرق التي تخوض مسابقة دوري الأبطال أرباحها من «سلة» تتوافر مواردها من ثلاثة مصادر، هي 7،2 مليون يورو تحصل عليها بمجرد خوضها دوري المجموعات، ونسبة تحتسب في ضوء النتائج المحققة، ونسبة متحركة استناداً إلى الحقوق التلفزيونية التي تختلف بين بلد وآخر (بمقدار ما يكون السعر أعلى بمقدار ما تكسب الأندية المعنية)، الترتيب في الدوري السابق، عدد المباريات الأوروبية التي خاضتها فرق هذا البلد خلال الموسم السابق، وعدد أندية هذا البلد التي لعبت في المسابقة. أكثر من 1.1 بليون نسمة تابعوا دوري الأبطال في النسخة الأخيرة. (الحياة)