شكلت عودة جائزة الأمير سعود بن عبد المحسن للرواية المحلية، والتي تبناها نادي حائل الأدبي، وصاحبتها في دورتها الأولى، التي فاز فيها الكاتب محمد الرطيان بالجائزة الأولى عن روايته "من أوراق محمد الوطبان"، الكثير من الإثارة والانتقادات، حدثاً مهماً على الساحة الأدبية المحلية. «الحياة» التقت ببعض الذين رشحوا رواياتهم لنيل الجائزة، وعددهم 16 روائياً وروائية. وقال الروائي إبراهيم مضواح الألمعي، صاحب رواية «عتق»، إن جائزة حائل للرواية «تُعدُّ من أهم الجوائز العربية في فن الرواية، ولذلك فالمشاركة فيها تعدُّ مكسباً لكل روائي، ليضع عمله على محك التحكيم والمنافسة، ويعرف الكاتب أين يقف، ثم إن الجوائز تقدم العمل إلى القراء، سواء من خلال فوزه أم منافسته في القوائم القصيرة، أم حتى مجرد المشاركة، وذلك من خلال تداول العمل إعلامياً، ما يحقق مقروئية أكبر للرواية، كما أن المشاركة في الجائزة ستقدِّم العمل لعدد من النقاد للتحكيم، وهذا يصب في مصلحة العمل، من حيث تعريف النقاد به، وتناوله بالدراسة والنقد مستقبلاً، أو ضمن نماذجهم النقدية، بغض النظر عن الفوز من عدمه». وأضاف الألمعي ان مشاركته في جائزة حائل، برواية «عتق»: ستكون مفيدة، بغض النظر عن النتيجة، فالمشاركة تعرِّف بالرواية، وتقدمها لأناسٍ، ربما ما كانوا ليعرفوها لولا ورودها في قوائم المسابقة، أما في حالة وصولها للقائمة القصيرة، أو فوزها، فهذا سيكون أفضل تقديم لها إلى القراء، وهنا المكسب الحقيقي، وبخاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بجائزة محترمة، وصارمة مثل جائزة حائل، وقد سعدت بكونها ضمن قائمة ال 16 رواية التي ستدخل المرحلة الأولى من المسابقة، وما من شك في أن جميع الأعمال ستقرأ من نقاد متخصصين، متجردين ومنصفين، وهذا يمنحنا ثقة في النتائج مهما كانت». وعبر الروائي طاهر الزهراني، صاحب رواية «نحو الجنوب»، عن سروره، «كون معظم المرشحين من الأصدقاء وقد قرأت معظم نتاجهم وسأستمتع بمشاكستهم، والحقيقة أنني متفائل هذه المرة بنجاح الجائزة، فهي مرت في الدورة الماضية بضجيج واتهامات، لكن الآن اشعر أن الأمر سيكون أكثر ضبطاً وموضوعية وصدقية، ومرد تفاؤلي ناجم من كون الدكتور سحمي الهاجري مشرفاً على هذه الجائزة فقد عهدناه جاداً في أطروحاته ومشاركاته الثرية في السرد». أما الروائية سهام مرضي، صاحبة رواية «حين رحلت» وهي واحدة من ثلاث نساء رشحت أعمالهم ضمن ال 16 عملاً في القائمة الطويلة، فقالت: النادي الأدبي بحائل سَبّاق إلى تبني ودعم الكتابة والكُتّاب الشباب تحديداً، كما هي حال مجموعة إصداراته «بواكير» وجائزته أيضاً تتويج لجهوده في مجال تشجيع السرد محلياً، سعيدة بترشيح روايتي ضمن القائمة الطويلة، وهذا يعطيها فرصة لتعرض على مختصين وأكاديميين في النقد وفن الرواية، وبالتالي ستتيح لي زاوية جديدة أرى بها عملي بشكل أكثر وعياً وأكثر حياداً وأتمنى التوفيق للجميع». ولفت الروائي ماجد الجارد، صاحب رواية «نزل الظلام»، إلى أن القارئ أصبح أخيراً «تصيبه دوامة حين يقرر مطالعة رواية حديثة، وبخاصة في ظل تناميها كماً وكيفاً. ولذلك تبرز أهمية وجود جوائز مختصة تعنى بتحكيم الروايات الحديثة. ولا يعني هذا أن العمل الذي يمتلك استحقاق الفوز هو فقط العمل الذي أقيمت من أجله الجائزة، إنما هي مضمار تنافسي خلاق وإبداعي يمنح القارئ مشهداً بانورامياً ومرصداً ذا دلالة لدارس الرواية وأيضاً للكاتب ذاته». وقال إن عودة الجائزة لمسيرتها «هو ثقة وضمانة للساحة الثقافية وقنديل ننتظر توهجه بشوق كل عام. أما بالنسبة إلى دخول روايتي «نزل الظلام» قائمة ال 16 فهو خبر أبهجني كثيراً. حقاً إنه إضافة إلى «نزل الظلام» لأنه سيتنافس مع أعمال لاقت قبولاً في الساحة الأدبية. وأسماء كتاب أتشرف برفقتهم على درب الرواية السعودية».