في ظل الزخم الروائي للرواية السعودية، تصدى نادي حائل الأدبي للعب دور من يضبط هذا التكاثر السردي. بإعلانه عن جائزة حائل للرواية التي بوجودها ستنتج حالة تنافسية وستدفع الروائي إلى الجدية، وباستمرارية الجائزة ستكون هي الهدف والطموح لكتاب السرد. وفي هذا المحور نستكشف آراء وانطباعات الروائيين والروائيات المشاركين في هذه الجائزة: الروائي عواض شاهر الذي فضل المشاركة في جائزة أدبي حائل للرواية – رغم حظوظ روايته في جائزة البوكر العربية - يقول عن أسباب تفضيله للمشاركة محليا: كانت فكرتي في المشاركة تنطلق من كون جائزة حائل مخصصة للرواية المحلية، وهي المرة الأولى التي يتصدى فيها نادي أدبي لجائزة من هذا النوع وهذا التقدير المعنوي والمادي، ونجاح الجائزة سيصب بالتأكيد في مصلحة الرواية على مستوى المملكة، الأمر الذي سيوجه المزيد من القراء والمزيد من الاهتمام النقدي والإعلامي للداخل، كما أن الروائيين المحليين سيتوجهون إلى الجائزة كمجال رحب للمنافسة ولخلق حراك سردي سينتصر فيه الكيف على الكم، وهذا ما سوف تتولى تأكيده لجان التحكيم المتعاقبة في السنوات القادمة إذا استمرت الجائزة، وإذا حافظت اللجان على المستوى المأمول من النزاهة والكفاءة النقدية العالية. بخصوص بوكر، تعرف أن بعض شروط ترشيح العمل للجائزة يعوق في شكل واضح المشاركة الواسعة ويحدد عملية الترشيح في دائرة الناشر فقط، كما أن بوكر العربية تعترك في ساحتها دور نشر عربية كبرى وأسماء أدبية لها ثقل إعلامي وحضور أدبي على مستوى الوطن العربي، وصعوبة الفوز بالجائزة لا تعود إلى فقدان القدرة على المنافسة بل تعود إلى قوة السلطة الإعلامية وتأثير اللوبي المناصر للاسم الأدبي الأقرب إلى الجائزة. وعن مسألة أن غالبية الأسماء المشاركة هم من الشباب أو ممن ليس لديهم تراكم روائي يقول الروائي عواض شاهر: لا أظن أن للتراكم الروائي دوراً في تحديد النتيجة، لجنة التحكيم معنية بالنظر في العمل المرشح للجائزة في القائمة الطويلة، وكلمتها النقدية في هذا الشأن تخص العمل دون كاتبه، والمراقب لا يستطيع أن يبت في هذا الأمر، حتى ولو كان أكبر النقاد، اللجنة التي تشكلت لمهمة الفرز وإعلان من يكون الفائز هي الجهة التي بيدها كشف أي الأعمال أقوى وأيها أضعف بغض النظر عن الأسماء المشاركة. وكيف يقرأ عواض شاهر الترشيحات المبدئية لروايته المنهوبة: ينتابني شعور طيب إذا سمعت بتوقعات عالية لصالح روايتي، لكني في النهاية أثق بأن لجنة التحكيم في هذه الدورة ستكون في مستوى الحد الأعلى من تطلعات الروائيين في هذا العام. التجربة ستساعد بعض الشيء على معرفة أين يمكن أن يكون موقعك على خارطة الرواية السعودية لهذه السنة على الأقل هذا التعبير لعبدالله الوصالي مؤلف رواية بمقدار سمك قدم. وعن توقع الفوز لروايته يقول الوصالي: في الحقيقة لا ادري. ويأتي اتفاق أعضاء لجنة التحكيم على اعتماد الخبرات الذاتية في تقييم الروايات دون تحديد درجات معيارية لاختيار العمل الروائي الأفضل، كآلية جيدة للفرز، فقد مارست تحكيم بعض النصوص القصصية والمسرحية وأدرك مدى جسامة المهمة الملقاة على عاتق وذمة المحكمين. وقد تمنع الآلية التي أقرت لحسم القائمة القصيرة وقوع النصوص المشاركة تحت طائلة الحكم الفردي أو ما يمكن أن نسميه ذائقة الأنموذج الواحد. ويضيف الوصالي: من هذه اللحظة نستطيع أن نرى تأثير المسابقة على الوسط الثقافي وما هذا المحور الذي نتناقش فيه الآن إلا جزء من ذلك التأثير، وأظن أن الجائزة ستدفع بالكثيرين إلى محاولة الحكم على الروايات العشرين المتنافسة وسيزداد الإقبال على من ستشغل القائمة القصيرة. وبغض النظر عما ستثيره الجائزة من اصطفاف شللي أتوقعه، ستشجع بلا أدنى شك على المزيد من محاولة الكتابة الروائية وبالتالي المزيد من القراءة. أما هديل محمد مؤلفة رواية ذاكرة سرير فترجع أسباب مشاركتها إلى البر بروايتها: كان اختياري لمحور الرواية برا بوالدي ثم ستكون مشاركتي في المسابقة برا بروايتي وهو امتداد للبر الأول، أريد أن تكون أسطورة الكفاح في متناول اكبر عدد من القراء لأني أرى فيها رسالة تشجيعية ونموذجاً حيا يقول لنا انه لا شيء مستحيل، شاركت من اجل كل معوق ويتيم ومطلقة، ومن اجل كل مضطهد يعتقد أن حياته انتهت بحكم القضاء الاجتماعي، أخيرا أقول: إني شاركت كي اكرر شكري لوالدي بطريقة أخرى مبتكرة، وعن حظوظها في الفوز بالجائزة: لم أكن لأدخل المنافسة لو لم أثق بطول قامة روايتي وهيبتها. صلاح القرشي مؤلف رواية تقاطع يرى أسباب مشاركته في الجائزة: لأنني شديد الإعجاب والتقدير لإنجازات هذا النادي وطموحاته سواء على مستوى الأنشطة أو الإصدارات أو من خلال هذه الجائزة الرائدة.. وجدت فعلا أن مشاركتي هي مجرد دعم صغير لجهود الأخوة في نادي حائل ..أما مسألة الفوز أو عدمها فبكل صدق هي مسألة ثانوية بالنسبة لي ..لا تشغل بالي كثيرا ولو حدث وفزت فسأكون سعيدا بالطبع ولو لم أفز فالمسألة بالنسبة لي غير مؤثرة ولا علاقة لها بقناعاتي الخاصة فيما أكتب وبثقتي أيضا بجودة ما أقدم. من يفوز لا أستطيع التكهن به ولكنني في الغالب سأكون سعيدا بالفائز لأن أكثر المشاركين تربطني بهم علاقات جيدة وحميمة. وأتوقع أن تساهم هذه الجائزة في تكريس الزخم الروائي الجميل والمتنوع الذي انطلق في السنوات الماضية وأتمنى أن يتواصل ويزداد رسوخا وتعلو القيمة الفنية في الروايات المنتجة خصوصا أن هذه الجائزة تسد قليلا من الفراغ الذي يحدثه عدم وجود حركة نقدية فاعلة ومواكبة لهذا الزخم الروائي. مؤلفة رواية (أحببتك أكثر مما ينبغي) أثير عبدالله ترى أسباب مشاركتها: لنقل بأنه تسجيل حضور مبدئي. وعن حظوظها في الفوز؟ وما هي الرواية التي تتوقع أنها ستنال الجائزة ؟ تقول اثير: بطبيعة الحال لا يحق لي تقييم عملي لذا لن أخوض في مسألة الفرص والحظوظ، أما بخصوص الرواية التي أتوقع فوزها فأظن بأن (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان ورحيل اليمامة) جديرتان بالفوز وإن لم أطلع على كُل الأعمال المُرشحة. لكن أثير لا ترى بأن الجائزة ستؤثر نوعيا على مسيرة الرواية السعودية: لا أعتقد بأن الجائزة ستؤثر على مستوى الرواية، لأن الكاتب إن تطور فسيتطور في سبيل تاريخه واسمه ومن أجل أن يكتب ما يليق بأن يُسمى أدباً لا من أجل الجوائز، لكن الجائزة هي تقدير للأدب بلا شك وهذا ما سيُعزز لدى الأديب قيمة ما كتب وما سيكتب يوماً. خديجة العنزي مؤلفة رواية (ليلة لم ينتج عنها سوى الزرقة): شاركت في هذه المسابقة، إنصافاً للرواية، وتشجيعاً لروح الشباب، ففي الساحة أسماء معروفة كثيرة، ولكن خلف الكواليس تقبع الكثير من المواهب والتي إما تستتر بدون سبب، أو أنها لم تجد فرصةً كافيةً للظهور. شاركت في هذه المسابقة دعماً للرواية، ودعماً للمسابقة نفسها، فما قيمة المسابقة إن لم يكن بها مشاركون؟؟ ولأنني شعرت لا بل إن صح القول لمست في الخطاب الموجه عبر النادي، الصدق والمصداقية، وهذا أكثر ما جذبني لها ولأن الكثيرين حين أخبرتهم برغبتي هذه، أجابوني بأن لا أرتجي خيراً فلن أفوز ولن يفوز أحد غيري، فمثل هذه المسابقات يحكمها لصوص يسرقون أحلام وأقلام الأدباء، فأحببت أن أثبت العكس. الفنان التشكيلي احمد المغلوث والذي يدخل المسابقة برواية (العازفة الضريرة) يقول: كفنان تشكيلي وروائي اهتم عادة بمختلف الفعاليات والحراك الثقافي في وطني والمشاركة هي جزء من هذا الحراك وبالتالي الاهتمام طبيعي لذلك رغبت في المشاركة لان المشاركة في المسابقات بحد ذاتها تتيح للمبدع أن يكتشف هل عمله وإبداعه حظي بالاهتمام بدءا من القبول والسماح له بذلك.. لان قبول أي عمل في مثل هذه الفعاليات يعد فوزا.. وعن مسألة الفوز يقول المغلوث: لا انظر أبدا لحظوظي في الفوز.. المهم أن أشارك وان أسجل حضورا أما الفوز فهو متروك لنزاهة اللجنة وأتمنى أن تكون كذلك وروايتي التي تقدمت بها للمسابقة هي رواية (العازفة الضريرة) وهي تجسد حالة إنسانية . يقول احمد أبو حميد مؤلف رواية الظلال: عندما قرأت الإعلان عن الجائزة، شعرت أن المشهد الروائي السعودي سيعيش حالة منفردة، حالة كرنفال، فأحببت أن أكون جزءاً من هذا الاحتفال، كما أن مشاركتي تعتبر بطريقة ما نوعاً من إنجاح هذا المهرجان. ولن اقول لك إن حظوظي في الفوز بها كبيرة، فإن قلت ذلك بجزم وحزم فهذا يعني أنني أطرق باب الغرور وأنا مازلت على أعتاب الكتابة الروائية، ولو قلت لك إن حظوظي بها "بائسة"، فهذا يعد اعترافا جبانا بضعف مستوى نصي الروائي وهذا ليس بصحيح. ويضيف ابو حميد: يعيش المشهد الروائي السعودي في السنوات الأخيرة حالة نشطة، فحكى لي صاحب إحدى دور النشر اللبنانية أن عدد الروايات السعودية الصادرة العام الماضي بلغت ما بين 40 إلى 45 رواية، لعلي أرى أن يكون لهذه الجائزة أثر فاعل في دعم المسيرة الروائية المحلية. محمد المزيني يقول عن الجائزة: في البداية لن أزايد على هذه الجائزة، ولن أضع نفسي بحسابات تخرجنا عما سألت عنه لذلك أقول مشاركتي في هذه الجائزة تنبع أولا من إحساسي الوطني فهي جائزة وطنية بامتياز هذا أولا. ثانيا كون هذه الجائزة تأتي من قبل إدارة لا تضع في اعتباراتها سوى الأدب فهي لا تتماهى مع أي دور سياسي معين ثالثا: كون القيمين على هذه الجائزة ثلة من الشباب المبدعين الواعين لدورهم المنوط بهم تماما، وأتصور أنهم سيضطلعون بمسؤولياتهم على الوجه المرضي لذلك أتوقع لا تتقصد أسماء بعينها دون أخرى وأن لا يغضوا الطرف عن جودة النص المقدم كما يحصل مع جوائز أخرى ذات الاعتبارات التجارية والسياسية. وعن روايته ضرب الرمل وكيف يرصد مدى استحقاقها للفوز يضيف المزيني: لا أبحث عن الفوز فالمشاركة بحد ذاتها كافية، فانا قدمت جزءاً واحداً من ثلاثية ضرب الرمل وتمنيت أن لو هذه الأجزاء الثلاثة قد انتهت حينها حتى أدفع بها إليهم لا بغية الفوز بل المشاركة بنص جيد، وأنا أراهن على ثلاثية ضرب الرمل في حيز آخر وهو القارئ الباحث عن المعرفة إضافة إلى المتعة لأنها ذات نسق ومسار وهدف مختلف عما يطرح على الساحة الروائية حديثا وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة الرواية، بما يعني أنها رواية تنهض على فكرة الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر. ويقيس المزيني الأثر المتوقع لهذه الجائز على الرواية السعودية بما ترتب عليه نتائج المسابقة: هذا الأمر يترتب طبعا على نتائج الفرز الأخير لهذه الجائزة، فمتى اتسمت بالمصداقية التي أخالها فستكون اللبنة الأولى في توسيعها لتضاهي البوكر العربية ولكن بمصداقية أكثر، أتمنى أن تحوز هذه الجائزة على قصب السبق في تمثيل الإبداع الروائي السعودي داخليا وخارجيا بحيث تضاف إلى بنودها ترجمة الأعمال الفائزة الى عدد من اللغات وتقديمها في دراسات مستقلة هذا ما سيدفع الكتاب لمواصلة تطوير أدواتهم الكتابية للوصول إليها بجدارة النص لا الاسم. أما علي الشدوي مؤلف رواية تقرير إلى يوليوس فيقول: الرواية حقوقها محفوظة لدار طوى تقدم بها الأستاذ عادل الحوشان والجائزة ستكون للدار عن طيب خاطر دعماً لهذه الدار الوطنية وتشجيعا لمشروع وطني أي سؤال فستكون إجابته عند عادل الحوشان.