رويترز، أ ف ب - أدلى الإرلنديون بأصواتهم في استفتاء حول الاتفاق الأوروبي لضبط الموازنة كان مرجحاً ان ينتهي بالموافقة عليه. وتابعت المفوضية الأوروبية والدول الأوروبية الأخرى التصويت باهتمام. وبحسب آخر استطلاعات الرأي كان متوقعاً مرور الاتفاق لكن كان ثمة قلق لأن ثلث الناخبين قالوا انهم لم يحسموا خيارهم بعد. ولا يهدد رفض الإرلنديين الاتفاق، المتوقع ان يدخل حيز التنفيذ فور مصادقة 12 دولة في منطقة اليورو عليها، لكنه سيحرم إرلندا من الاستفادة من الآلية الأوروبية للاستقرار وسيوجه إشارة سلبية في وقت تشهد فيه منطقة اليورو أزمة. واتفاق ضبط الموازنة التي وافق عليها قادة كل دول الاتحاد الاوروبي باستثناء بريطانيا والجمهورية التشيكية، تنص على احترام «قواعد ذهبية» حول توازن المالية تحت طائلة التعرض لعقوبات. وإرلندا هي الدولة الوحيدة التي تنظم استفتاء حول الاتفاق. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة بتوقيت غرينتش. وكان يفترض ان ينتهي التصويت في الساعة الحادية والعشرين، على ان تعلن النتائج اليوم. وبذلت الحكومة الإرلندية جهوداً شاقة في الاسابيع الاخيرة لاقناع 3.1 مليون ناخب بالتصويت للاتفاق لضمان حصول البلاد على اموال من صندوق آلية الاستقرار الاوروبي الذي سيدخل حيز التنفيذ في تموز (يوليو). مواقف متناقضة لكن الناخبين قد يميلون الى التعبير عن رفضهم لاجراءات التقشف التي ترافق خطة الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي التي وضعت في نهاية 2010 وتبلغ قيمتها 85 بليون دولار لانقاذ القطاع المصرفي الإرلندي من الافلاس. ودعا الحزب القومي اليساري «شين فين» الى التصويت ضد الاتفاق مؤكداً ان النص «سيدرج التقشف في دستور» إرلندا. وقال زعيم الحزب جيري ادامز لصحافيين: «نعرف ان التقشف لا يجدي وهذا ما يقوله كثيرون في اوروبا». وكان رئيس الوزراء الإرلندي ايدا كيني صرح أول من أمس ان الامر يتعلق خصوصاً «باستقرار اليورو واعادة الثقة اليه»، وتصويت «بنعم» سيدل على ان إرلندا «تقدم نموذجاً يحتذى به». واضاف لوكالة «فرانس برس»: «عندما نتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي العام المقبل نريد ان نكون فاعلين جداً». وتابع ان «تصويتاً بنعم سيعطينا مزيداً من الصدقية وسيثير الاحترام لدى زملائنا الاوروبيين». وأعلن البيت الابيض في بيان ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجرى أول من أمس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة محادثات في شأن الوضع في سورية وأزمة اليورو مع زعماء فرنسا والمانيا وايطاليا. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي أمام البرلمان الأوروبي إن زعماء أوروبا يجب أن يوضحوا رؤيتهم عن اليورو بسرعة وإلا واجهوا كارثة إذ أن البنك المركزي الأوروبي لا يمكنه سد فراغ السياسات. وشدد مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون المالية والاقتصاد اولي رين أمام البرلمان الأوروبي أيضاً على دعم العملة الموحدة من خلال سياسات مالية مسؤولة وتنسيق أوثق بين دول منطقة اليورو كي تنجو وتزدهر. واعتبرت نائب مدير صندوق النقد الدولي نعمت شفيق إن بعض دول منطقة اليورو التي من المفترض أن تخفض عجز الموازنة إلى ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بحلول 2013 قد تحتاج مهلة أطول وإن هناك مجالاً لمزيد من التيسير النقدي من البنك المركزي الأوروبي. وقالت في مؤتمر ببروكسيل: «اجمالاً خطط تعديل عجز الموازنات لهذا العام في أوروبا مناسبة إلى حد كبير».