تكثفت الاتصالات المحلية والإقليمية من أجل إطلاق سراح الزوار اللبنانيين الذين كانوا احتُجزوا في حلب أثناء عودتهم براً من ايران عبر سورية الى لبنان، في وقت سُجلت احتجاجات أهلية متفرقة في بعض المناطق التي ينتمي اليها بعض المخطوفين ومنها على طريق عام بعلبك - الهرمل عند مفرق بلدة يونين. وسيَّر الجيش اللبناني دوريات عملت على فتح الطريق، كما عملت على فتح طريق رسم الحدث الذي كان أقفل بشكل جزئي وللأسباب نفسها. وكانت النساء اللواتي لم يتعرضن للخطف عدن فجراً، الى مطار بيروت من حلب. اعتصام ورفض وإذ دعا كل من حركة «أمل» و «حزب الله» في بيان مشترك، الى اعتصام تضامني في السادسة عصر امس في المعهد الفنّي الإسلامي (التابع لمجمع الإمام شمس الدين الثقافي التربوي) عند مستديرة شاتيلا، صدر عن إدارة المجمع المذكور بيان اشارت فيه الى انها علمت بالدعوة من الإعلام «ولم تتبلغ الأمر إطلاقاً، ولم تُستأذن فيه، وبالتالي لم توافق عليه». وقالت في بيانها: «مع دعائنا للمحتجزين بالإفراج عنهم في أسرع ما يمكن، غير مقبول إطلاقاً من أي جهة، سياسية أو غيرها، أن ترغم مؤسسة ثقافية تربوية محايدة على القيام بما لا يتوافق مع خصوصيتها. وجرى إبلاغ الجهات الرسمية المختصة بهذا الأمر». وتخلل الاعتصام كلمات تطمينية الى ان الحجاج «سيكونون بيننا قريباً». ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان عملية خطف اللبنانيين، وأشاد، وفق البيان الصادر عن مكتبه الإعلامي، «بمواقف قيادات لبنانية، ولا سيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري والامين العام ل «حزب الله» حسن نصر الله، اللذين احتويا ردود الفعل وضبطاها». واتصل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ببري مستنكراً عملية الخطف، وقال: «ان هذه العملية تُفاقِم الصراعات الطائفية والمذهبية في لبنان، التي تكاد تودي به وبأهله، وكلنا ينبغي ان نعمل بقول الله تعالى في القران الكريم: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، وإلا كيف نرفع الظلم والمظالم من بيننا لنعيش في ظلال الحق والعدل، اللذين يجب ان نعمل متعاونِين ومتحابِّين من اجل تحقيقهما في ربوع امتنا وبلداننا وشعوبنا». ودعا قباني الى «إطلاق سراح اللبنانيين المخطوفين وإعادتهم الى وطنهم وأهلهم في أسرع وقت، وأبدى «تعاطفاً شديداً تجاه المخطوفين وذويهم، وتجاه خطوات بري الانقاذية بالتعاون مع سائر القيادات اللبنانية». واتفق الطرفان، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» على «ضرورة تلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى عقد حوار حقيقي واستثنائي بين الأفرقاء اللبنانيين برئاسة رئيس الجمهورية، لإنقاذ لبنان»، معتبرين ان هذه الدعوة «ترجمة أخوية صادقة من خادم الحرمين الشريفين عن مشاعر المملكة العربية السعودية تجاه لبنان واللبنانيين جميعاً». اتصالات إيرانية واعتبر السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، بعد زيارته وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، أن لا أحد « يمكنه القبول بمثل هذه الأعمال»، لافتاً إلى أنها تأتي في إطار «العمليات الإرهابية المعارضة لحقوق الإنسان». وكشف عن ان «الاتصالات مستمرة من جانب المسؤولين في الجمهورية الإيرانية لإطلاق سراح الإخوة اللبنانيين الأعزاء، الى جانب الاتصالات التي تجرى حالياً من جانب المسؤولين في لبنان وكل المعنيين بهذا الملف». وكان وزير الخارجية عدنان منصور اعلن انه تلقى اتصالاً مساء اول من امس، من «احد المسؤولين العرب الكبار وابلغه ان نتيجة الاتصالات التي اجراها تبين مكان المخطوفين وانه خلال ساعات سيطلق سراحهم وان ما من داع الان للكشف عن الجهة الفاعلة». ورفض قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد عملية الخطف واكد تشكيل لجنة تحقيق وسيكون لنا دور في تحرير المخطوفين». واتهم امين سر الجيش المذكور النقيب المظلي عمار الواوي «النظام السوري بخطف الحجاج والامين العام ل«حزب الله» بالوقوف وراء الفتن والمشكلات»، مشيراً الى ان النظام السوري «اقتحم منطقة عزاز وسلامة لازالة كل اثار عملية الخطف».