انشغل لبنان الرسمي والشعبي بقضية المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في حلب. وفيما كان ينفي معظم مسؤولي المجموعات القتالية في سوريا علاقة «الجيش السوري الحر» بعملية الخطف هذه، ظهر العميد السوري المنشق حسام العواك ليتبنى مسؤولية تنفيذ مجموعة «كتائب شهداء الثورة» – التابعة للجيش السوري الحر- العملية. وتحدّث عن شروطه للمفاوضات وإطلاق سراح الرهائن كاشفاً أن المخطوفين من حزب الله. لكن قيادات الجيش السوري الحر لم تلبث أن أعلنت أن الأخير لا يمت لها بصلة. وقال نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي في اتصال مع «الشرق»: أن العواك مطرود من الجيش منذ العام 2004 عندما كان برتبة رائد. وكشف أنه معروفٌ لديهم ب «العلّاك» أي الكاذب. في هذه الأثناء، خرج أمين عام حزب الأحرار السوري الشيخ إبراهيم الزعبي ليعلن عن توليه دور الوساطة في المفاوضات الدائرة بين المجموعة الخاطفة بواسطة صحافي أوروبي من أصول عربية. وكشف الزعبي أن المختطفين بخير مشيرا إلى أنهم سينقلون إلى الأراضي التركية دون أي قيد أو شرط. ومساء أمس، أكد الزعبي أن «المخطوفين اللبنانيين وصلوا إلى تركيا وهم بعهدة السلطات التركية»، مشيرا إلى أن «إطلاق سراحهم جاء دون أي مقابل ولا مطالب للمجموعة التي قامت بالخطف لأنهم اعتقلوا الأشخاص الخطأ وبالطريقة الخطأ». ولفت إلى أن «بعض الشخصيات اللبنانية تواصلت معنا طوال الليل للتأكد من سلامة المجموعة ليخرجوا آمنين»، مشيراً إلى أن دور الحزب في الوساطة انتهى. وأكّد أن حزب الأحرار «تكبد ما تكبد لدرء نار الفتنة بين الشعبين ولنثبت أن لا علاقة لحزبنا بما حصل». واعتبر أن «حزب الأحرار» انتهى دوره الآن وعلى السلطات اللبنانية أن تتواصل مع السلطات التركية في هذا الوقت، مشيرا إلى أن المختطفين بصحة جيدة ونحن جاهدنا لنوصلهم إلى الحدود. بموازاة ذلك، أفادت إحدى الوسائل الإعلامية مساء أمس أن «الشرطة التركية تستمع في هذه الأثناء إلى إفادات المحررين اللبنانيين على أن يخضعوا إلى الفحص الطبي ثمّ إجراءات المغادرة لينتقلوا بعد ذلك إلى مطار بيروت».