كابول - أ ف ب، رويترز - نفذت حركة «طالبان» في أفغانستان أمس، مخططها المعهود في الرد على الحملة العسكرية الأميركية - البريطانية التي استهلت مطلع الشهر الجاري على معقلها في ولاية هلمند الجنوبية، وحاول ستة انتحاريين في صفوفها اقتحام مبانٍ حكومية في غارديز عاصمة ولاية باكتيا الشرقية، ومطار في جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار الشرقية أيضاً، لكن قوات الأمن أطلقت النار عليهم وقتلتهم. واستطاع انتحاريان فقط تفجير عبوات تزنرا بها أمام مديريتي الاستخبارات والشرطة في غارديز، ما أدى الى مقتل ثلاثة ضباط في الجهاز وشرطيين اثنين. وأوضح قائد الشرطة عزيز الدين وارداك ان المفجرين دخلوا غارديز مرتدين البرقع الذي ترتديه النساء الأفغانيات، ويغطي كامل الجسم، معلناً فرض حظر موقت للتجول في المدينة التي «نسيطر عليها بالكامل». وفي جلال آباد، قتل انتحاريان وثلاثة شرطيين في تبادل للنار مع الشرطة لدى محاولتهما الدخول الى مطار المدينة الذي يضم قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأميركية والأفغانية. وتبنى الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجومين، معلناً خطف 13 عاملاً في شركة بناء في باكتيا، علماًً ان الحركة تحتجز منذ 20 حزيران (يونيو) الماضي الجندي الأميركي بويي أر. بيرغدال (23 سنة)، والذي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس ان إدارته تدرس حالياً الخيارات المتوافرة لإطلاقه، آملاً ب «خاتمة سعيدة» للمسألة. في غضون ذلك، أعلن الجيش البريطاني مقتل أحد جنوده في انفجار عبوة لدى مرور دوريته في هلمند، ما رفع الى 187عدد قتلى الجنود البريطانيين منذ نهاية عام 2001، بينهم 18 خلال الأسبوع الأخير الذي شهد جرح 157 جندياً بريطانياً أيضاً، في وقت سقط 55 جندياً في صفوف قوات الحلف الأطلسي (ناتو) هذا الشهر. لكن ارتفاع عدد قتلى الجنود الأجانب في الشهر الجاري لم يمنع تأكيد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بعد لقائه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في كابول أمس، ان الوضع سيتحسن في أفغانستان بعد انتهاء العمليات في هلمند. وتعهد سولانا بدعم الاتحاد الأوروبي الجهود التي يبذلها القادة الأفغان من اجل بسط الاستقرار في بلادهم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (أغسطس) المقبل. وفي لندن، حذّر الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر من مضاعفات تخلي الحلف عن مهمته في أفغانستان «إذ سيمنح ذلك تنظيم القاعدة القدرة على التحرك مجدداً ونشر التطرف في المنطقة، ما سيتسبب في نتائج مدمرة على السكان، خصوصاً النساء، ويؤثر على استقرار المنطقة». ودعا دي هوب شيفر الذي سيترك منصبه هذا الشهر إلى إدراك حقيقة أن المهمة تمثل أهمية قصوى. وقال: «يجب أن يقبل الحلف بأن الأمن اليوم يتطلب الانخراط في مهمات خطرة ومكلفة بمناطق بعيدة جداً، ويتقاسم دوله الأعضاء أعباء المهمة في أفغانستان على أسس متساوية». واعلن لاحقاً ان الأمين العام للاطلسي (61 عاما) أُدخل الى المستشفى في بروكسيل بعد اصابته بجلطة قلبية. واوضح ناطق باسمه ان «الاطباء يتوقعون تحسنا كاملا في صحته».