على رغم مرور أكثر من سبعة أعوام على تأسيس هيئة الصحافيين السعوديين، إلا أن أمينها الحالي لا يزال مقتنعاً حتى اليوم الأخير من مدة توليه هذا المنصب بأنها «في مرحلة التأسيس»، في إطار اعتراضه على النقد الذي يوجه إلى الهيئة من أعضاء وصحافيين وأعضاء مجلس إدارة سابقين. وبينما يتجه الصحافيون المنتمون إلى الهيئة اليوم للتصويت وانتخاب مجلس إدارة «ثالث» في تاريخها، يتنافس على المقاعد الثمانية للمجلس 17 صحافياً، في وقت انسحب فيه 70 في المئة من أعضاء المجلس القديم، محبذين عدم خوض التجربة مرة أخرى، لأسباب مختلفة. وبحسب الأمين العام لهيئة الصحافيين الدكتور عبدالله الجحلان فإن 430 صحافياً متفرغاً يحق لهم التصويت لاختيار مجلس الإدارة في دورته الثالثة، مبدياً تفاؤله بالمجلس الجديد، الذي ستكون أبرز صفاته «التجديد والتغيير»، على حد قوله. واعتبر الجحلان أن الحكم على المجالس السابقة بالفشل «حكم قاسٍ»، مبرراً ذلك بكونها «لا تزال في مرحلة التأسيس، وينقصها الكثير لتنضج». وأضاف: «الأسماء الجديدة تسيطر على قائمة المرشحين الحالية، بواقع 70 في المئة». ويبدو أن طريقة انتخاب رئيس مجلس إدارة الهيئة وأمنائه ستبقى كما هي، في دوراتها السابقة، فبحسب الجحلان فإن أول اجتماع للمجلس المنتخب «سينتخب فيه رئيس المجلس، ونائبه، وأمين للمال وأمين للسر». ولمس الجحلان «إقبالاً كبيراً» للمرة الأولى من صحف، كالوطن (55 عضواً) والشرق (66 عضواً) ، لافتاً إلى أن نسب الإقبال من الصحف الأخرى «جيدة». وفي الوقت الذي شخّص فيه الأمين العام لهيئة الصحافيين المشكلات في المرحلة السابقة تحت باب «شيء من ضبابية الفهم» التي «بدأت تتضح لدى الكثير من الزملاء»، قسّم الجحلان المجلس السابق إلى أعضاء مؤثرين وآخرين لم يصفهم، عندما قال: «أتصور أن الكثير من الزملاء اتضحت الرؤيا أمامهم، ولا سيما المؤثرين منهم». وتوقع أن تُكسب «الأسماء الجديدة» المجلس «نوعاً من القوة مستقبلاً»، مضيفاً: «مرحلة التأسيس السابقة أسست على عمل مهني ممتاز يجب أن يستثمر في هذه المرحلة، والزملاء السابقون الذين أسهموا في «الهيئة» من خلال خبراتهم وتجاربهم وقراراتهم سيتمكنون خلال هذه المرحلة من استغلال ذالك من خلال استثمار تلك الخبرات». وتفاءل بالمرحلة المقبلة: «ربما أكون في هذه المرحلة متفائلاً لحد كبير بوجود عنصرين يتمثلان في التجديد الذي حدث، والفهم من الأعضاء والمصوتين الذين باتوا أكثر عدداً ووعياً، مشيراً إلى وجود اقتراح من المجلس المنتهية مدته بتنفيذ لقاء فصلي (كل ثلاثة أشهر) مع أعضاء «الهيئة». وعن الأصوات المنتقدة ل «الهيئة» وإدارتها وفشلها في صناعة نتائج على أرض الواقع، أكد الجحلان أنه «لا ينبغي أن نوجه هذا النقد القاسي لمجالس الهيئة السابقة، وينبغي أن نأخذ بالحسبان أن مراحل التأسيس تأخذ سنوات»، مضيفاً: «هذا أول شكل تنظيمي يجمع الصحافيون في هذه الصورة وبانتخابات، ولو قورنا بنقابة الصحافيين المصرية لوجدنا خبرتنا في هذا المجال قليلة، إذ يبلغ عمر النقابة هناك 60 عاماً، بينما نحن لم يتجاوز عمره ستة أعوام، والمشاهد للدورة الأولى يتضح له أن هذا المجلس بدأ من الصفر لا أوراق ولا مبنى ولا مال واستطاعت أن تملك مبنى خاصاً بها، في حين أن إدارات حكومية لا تملك مبنى خاصاً، وجاءت الدورة الثانية، لتستكمل المشوار، وتقدم على تنفيذ أفكار عدة، بعضها نضج، وبعضها الآخر لم يتم استكماله، لأنه يحتاج إلى قرارات على مستوى عالٍ».