أ ف ب، رويترز - اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، خال لقاء جمعهما في واشنطن، على تركيز محادثات القمة المقبلة للحلف التي تستضيفها شيكاغو في 20 و21 الشهر الجاري على النزاع في أفغانستان. وأجمع أوباما وراسموسن على أن القمة «ستشكل فرصة لإعادة تأكيد التزام الحلف بإطار الانتقال من دور قتالي إلى دعم القوات الأفغانية للاكتفاء والاستمرار. كما بحثا في أهمية شراكات الحلف مع الدول غير الأعضاء، واتفقا على أن القمة يمكن أن تشكل فرصة للتركيز على الحاجة إلى دول حليفة لتعزيز القدرات الدفاعية للحلف في المستقبل. وسيواجه الحلف خلال القمة مسألة تعهد الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند تسريع انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، وتنفيذه بحلول نهاية السنة الحالية، أي قبل سنتين من الموعد الذي حدده الحلف لتسليم مسؤولية الأمن بالكامل إلى القوات الأفغانية في 2014، مع العلم أن المستشارة الألمانية أنغلا مركل شددت أمس على ضرورة الالتزام بجدول انسحاب قوات الحلف في أواخر 2014، وقالت أمام النواب الألمان: «المبدأ الذي ينطبق على ألمانيا هو أننا دخلنا معاً وسنخرج معاً»، مضيفة: «الخبر السار هو أن عملية نقل مسؤوليات الأمن تتقدم كما توقعنا، ويشهد الوضع الأمني تحسناً». وقال البيت الأبيض إن «الولاياتالمتحدة ستحض خلال القمة على تطوير الحلف وتعزيز الشراكات وتحديد تفاصيل الانسحاب من أفغانستان». وينتشر 130 ألف جندي أجنبي إلى جانب حوالى 350 ألف جندي أفغاني لمساعدة حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في محاربة متمردي حركة «طالبان». تحديات أفغانية «أصعب» في غضون ذلك، اكد أشرف غاني أحمدزاي رئيس العملية الانتقالية في أفغانستان، أن بلده ستواجه تحديات أمنية أصعب في المرحلة المقبلة مع تسلم القوات الحكومية مسؤوليات الأمن من نظيرتها الأجنبية، وتصعيد المتمردين هجماتهم. وقال أحمدزاي قبل أن يعلن الرئيس كارزاي الأحد انتقال مسؤولية الأمن في 230 منطقة ومراكز العواصم الاقليمية، في إطار المرحلة الثالثة من إجراءات التسليم: «سنواجه اختباراً وطنياً للبقاء عام 2014، لكن أعداءنا يجب أن يعرفوا أن هذا البلد ملتزم باستكمال العملية». وأضاف: «المرحلة الثالثة مرحلة صعبة. لن نكذب على الشعب، لكن الصعوبات ليست بلا حل»، علماً أن استكمال العملية يحتاج إلى إنجاز خمس مراحل آخرها تسليم معاقل ل «طالبان» مثل ولايتي قندهار وهلمند (جنوب)، إضافة إلى الولاياتالشرقية المضطربة ومناطق أخرى. ولا مؤشرات كثيرة إلى تحسن الوضع الأمني في أفغانستان، إذ يشن المتمردون حملة «هجمات الربيع»، وتوقفت محادثات السلام مع الحركة. وقال نائبان بارزان في الكونغرس الأميركي إن «طالبان أقوى الآن منها حين أمر الرئيس أوباما بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان». ويتعارض ذلك مع تقويم الإدارة الأميركية لحركة التمرد. وأمس، قتل 9 أشخاص بينهم 3 رجال أمن و6 مهاجمين ارتدوا بزة الجيش الأفغاني، في هجوم على مبنى حكومي بولاية باكتيكا (جنوب شرق)، بينما صادرت قوات الأمن شاحنة تحمل أكثر من 17 طناً من المتفجرات في قندهار، حيث اعتقل «الناتو» مهرّباً للأسلحة تابعاً ل «طالبان» ومتمرداً آخر. كما قتلت امرأة وجرح 5 أشخاص في انفجار قنبلة حاول شخص صنعها في منزل بولاية ننغرهار. وفي إيران، استدعت وزارة الخارجية القائم بأعمال السفارة الأفغانية في طهران، شاه مردان قل، للاحتجاج على إثارة وسائل الإعلام الأفغانية «أجواء سلبية» ضد إيران. وأبلغ رئيس لجنة شؤون أفغانستان في الخارجية الإيرانية محسن باك آيين مردان قل بأن «استمرار إثارة الأجواء السلبية يخدم أهداف دول تسعى إلي المس بالعلاقات الودية والأخوية بين طهرانوكابول»، مبدياً قلق طهران من التداعيات الأمنية للمعاهدة الاستراتيجية الأميركية - الأفغانية». وكانت وزارة الخارجية الأفغانية استدعت القنصل الأول في السفارة الإيرانية في كابول للاستفسار عن التصريحات الأخيرة للسفير الإيراني التي انتقد فيها معاهدة الشراكة الاستراتيجية الأميركية - الأفغانية. باكستان في باكستان، علقت المنظمة الدولية للصليب الأحمر أمس، معظم مشاريعها للمساعدات في باكستان واستدعت جميع موظفيها الأجانب إلى إسلام آباد، في أعقاب مقتل عامل الإغاثة البريطاني خليل ديل بطريقة وحشية. وأوضحت المنظمة أنها علقت نشاطاتها في مدينتي كراتشي الساحلية (جنوب) وبيشاور (شمال غرب)، وراجعت عملياتها بعد مقتل ديل (60 سنة). وقال جاك دي مايو، رئيس العمليات في جنوب آسيا أن «يجبرنا الاعتداء الأخير على إجراء إعادة تقويم شامل للموازنة بين الفوائد الإنسانية لنشاطاتنا والأخطار التي يواجهها موظفونا». وعثرت على جثة ديل مشوهة على مشارف كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب) في 29 نيسان (أبريل)، أي بعد أربعة شهور على خطفه، علماً أن نشاطات الصليب الأحمر توقفت في كويتا بعد وفاة ديل. وصرح بول كاستيلا، رئيس وفد الصليب الأحمر في باكستان: «نحلل حالياً الوضع والبيئة لتحديد خريطة طريق مستقبلية واضحة ودائمة، وخلال أسابيع سيعلن الصليب الأحمر قراره في شأن وجوده المستقبلي». في غضون ذلك، قتل رجل أمن وجرح 3 آخرون في انفجار استهدف سيارة للشرطة بمدينة كويتا (جنوب غرب)، فيما جرح شخصان بانفجار آخر استهدف موكباً أمنياً في بيشاور.