أ ف ب، رويترز - حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال زيارة قصيرة لكابول أمس، من أن صبر بلاده بدأ ينفد حيال عدم ملاحقة باكستان «شبكة حقاني» التي تهاجم القوات الأميركية في أفغانستان. وقال في ختام زيارة امتدت لساعات وهدفت إلى تقويم وضع الحرب والمخططات الخاصة بسحب القوات الأميركية القتالية بحلول نهاية 2014، وتزامنت مع تصاعد الغضب في أفغانستان من مقتل 18 مدنياً في غارة جوية شنتها مروحيات الحلف الأطلسي (ناتو) في لوغار (وسط) أول من امس: «وجود ملاذات لشبكة حقاني في الجانب الآخر للحدود الأفغانية مصدر قلق متزايد لنا، ويجب أن تتحرك باكستان ضدها، وهو ما كررناه في محادثاتنا معها». وتعتبر واشنطنوكابول أن الحرب في أفغانستان لا يمكن كسبها من دون تفكيك الملاذات الآمنة في باكستان. لكن إسلام آباد تقول إنهما» تسعيان عبر هذا الزعم إلى تحويل الأنظار عن مسؤوليتهما في الحرب». وزاد بانيتا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأفغاني عبد الرحيم ورداك: «صبرنا بدأ ينفد، ونملك الحق في الدفاع عن النفس»، فيما لم يتطرف إلى الغارة الدموية ل «الأطلسي»، على رغم أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي قرر اختصار زيارته لبكين، حيث حضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والعودة إلى بلاده من اجل متابعة تفاصيل الغارة والهجوم الانتحاري الذي تبنته «طالبان» قرب مطار قندهار (جنوب)، وأسفر عن 23 قتيلاً. وانتقد كارزاي استمرار سقوط مدنيين في هجمات الحلف الأطلسي، مشدداً على أنها «غير مبررة وغير مقبولة في أي ظرف». وكانت قيادة الحلف الأطلسي في أفغانستان أقرّت بأنها شنت «عملية قصف محددة» في لوغار، بعدما هاجم متمردون قواتها وآخرون أفغان بأسلحة خفيفة وقنبلة يدوية، ثم أعلنت أنها ستفتح تحقيقاً في مقتل مدنيين. وفي خطاب ألقاه أمام القوات الأميركية في مطار كابول، قال بانيتا إن «الحرب المستمرة منذ عقد باتت على منعطف». وحاول طمأنة الجنود إلى أن تضحياتهم لم تذهب سدى، وطمأنة الأفغان إلى أن انسحاب قوات الأطلسي لا يعني التخلي عنهم «لأن القادة الأميركيين وضعوا خطة جيدة جداً. وعلى الأفغان القلقين من الانسحاب أن يعلموا أننا لسنا ذاهبين إلى أي مكان»، في إشارة إلى الخطط لإبقاء وحدات في أفغانستان بعد الانسحاب عام 2014. وقال وزير الدفاع الأفغاني ورداك إن «اتفاق التعاون الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة بعث رسالة واضحة إلى المسلحين تفيد بأن المجتمع الدولي يجب ألا يترك أفغانستان وحدها». وأضاف: «نسعى إلى بلوغ مرحلة تنفيذ عمليات أمنية مستقلة بحلول عام 2014». وكشف من دون تحديد تاريخ أن أفغانستان ستشتري قريباً 146 طائرة، بينها 59 مروحية روسية الصنع لتعزيز قدرات قواتها الجوية. كما اعلن إطلاق عملية بقيادة أفغانية لمكافحة التمرّد في تموز (يوليو) المقبل. وكان بانيتا حض خلال زيارته نيودلهي، في إطار جولة آسيوية هدفت إلى شرح الاستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة التي ستحول التركيز إلى آسيا والمحيط الهادئ، الحكومة الهندية على الاضطلاع بدور أكبر في مساعدة أفغانستان على بناء اقتصادها، وتدريب القوات الأفغانية مع بدء قوات الحلف خفض قواتها في البلاد خلال العامين المقبلين. وفي باكستان، قتل 8 أشخاص على الأقل وجرح 20 آخرون في انفجار قنبلة أمام مدرسة لتعليم القرآن الكريم بكويتا عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب) التي تشهد هجمات مستمرة لحركة «طالبان» المتحالفة مع «القاعدة»، وتمرداً انفصالياً، واعتداءات يشنها متطرفون على الأقلية الشيعية.