كابول، إسلام آباد، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - نفت باكستان أمس، اتهام الحلف الأطلسي (ناتو) اياها في تقرير بالاضطلاع بدور مزدوج في افغانستان عبر دعم اجهزة الاستخبارات التابعة لها متمردي حركة «طالبان». وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية هنا رباني خار في مؤتمر صحافي عقدته بعد وصولها الى كابول للقاء نظيرها الأفغاني زلماي عبد الرسول والرئيس حميد كارزاي: «لا اهداف خفية لدينا في افغانستان. الطريق الى الاستقرار في هذه المنطقة يمر عبر كابول. ونعتبر ان اي تهديد لاستقلال افغانستان وسيادتها تهديد لوجود باكستان». وأضافت: «لا شك في ان كابول تعتبر بالنسبة الى باكستان اهم عاصمة في العالم. ويجب ان ينظر البلدان الى الأمام من اجل بناء علاقة ترتكز على الثقة»، علماً ان زيارتها تأتي بعد موافقة إسلام آباد على استئناف المحادثات مع افغانستان حول «طالبان»، والتي انقطعت إثر اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي عيّنه كرزاي لقيادة المفاوضات مع الحركة، في ايلول (سبتمبر) الماضي. واتهمت كابول حينها اسلام آباد بالوقوف وراء اغتيال رباني. اما عبد الرسول فقال إن «باكستان تلعب دوراً رئيساً في عملية السلام الافغانية، ونأمل بأن يستمر تعاونها وان تكون زيارة الوزيرة الباكستانية فاتحة علاقات طيبة بين بلدينا»، مشدداً على ان «لا سلام في المنطقة من دون تعاون اقليمي جاد»، علماً ان كابول دأبت على اتهام إسلام آباد بدعم «طالبان» الافغانية، خصوصاً عبر توفير ملاذ آمن لها في مناطق القبائل الحدودية بين البلدين، واحتضان مجلس «شورى كويتا» في المنطقة التي تحمل الاسم ذاته جنوب شرقي باكستان. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد البسيط وصف الاتهامات بأنها «تافهة»، مؤكداً ان بلاده تنتهج سياسة «عدم التدخل» في افغانستان، وأنها تدعم عملية مصالحة يقودها افغان على ارضهم، «لأن من مصلحة باكستان التي عانت كثيراً من النزاع الافغاني ان يعم الاستقرار والسلام في هذا البلد». وأورد تقرير الحلف الأطلسي عن «طالبان»، والذي نشرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة «تايمز»، ان «ضباط اجهزة الاستخبارات الباكستانية يؤيدون استمرار جهاد طالبان، وطرد الغزاة الاجانب من افغانستان» اي قوات الحلف الحليفة لكابول. وأشار التقرير الذي استند الى عملية استجواب اكثر من 4 آلاف سجين من «طالبان» وتنظيم «القاعدة» ومقاتلين ومدنيين اجانب، الى ان باكستان واستخباراتها تعلم مكان وجود اكثر من ثمانية من قادة «طالبان». وأوضح الناطق باسم «الناتو» الكولونيل جيمي كامينغز ان «التقرير اكتفى بجمع آراء وأفكار سجناء طالبان، ولم يستخلص تفسيرات خاصة في اطار الحملة العسكرية القائمة». الى ذلك، افاد التقرير بأن «قوة وتصميم وتمويل طالبان وقدرتها لم تتأثر على رغم توجيه ضربات قاسية الى الحركة عام 2011، وأن «افغاناً كثيرين بينهم اعضاء في الحكومة يستعدون لعودة محتملة لطالبان الى الحكم». أفغاني يقتل جندياً أجنبياً ميدانياً، قتل رجل ارتدى زي الجيش الافغاني جندياً من الحلف الأطلسي في جنوبافغانستان، وذلك بعد اسبوعين على مقتل اربعة جنود فرنسيين في ظروف مماثلة، ما يؤكد تزايد هذه الهجمات التي ينفذها متمردون او عناصر من الحركة بعد تسللهم الى صفوف القوات الافغانية، ويربطها الحلف بالدرجة الأولى بخصومات شخصية او ثقافية اكثر منها لدوافع ايديولوجية، مقللاً بذلك من حجم تأثير «طالبان». وفيما قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تسريع موعد انسحاب قوات بلاده من افغانستان الى 2013 بدلاً من 2014، رداً على مقتل الجنود الفرنسيين، ستطرح قضية انسحاب القوات الأجنبية على جدول أعمال وزراء دفاع الحلف اليوم وغداً، والذين سيناقشون أيضاً الوضع الأمني العام في افغانستان. وسيبرر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمام نظرائه في الحلف قرار الرئيس ساركوزي، وأفاد مصدر ديبلوماسي ان لونغيه «سيحاول طمأنة المجتمعين بأن فرنسا لا تنوي التخلي عن حلفائها في افغانستان، وأن بعض جنودها سيظلون هناك بعد 2013 لمواصلة التدريب». وكان الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن اكد الاثنين التزام «الناتو» خريطة طريق تنص على انجاز الانسحاب نهاية 2014، إثر تسليم المسؤوليات تدريجاً الى الجيش الافغاني في المناطق». كذلك يشكل الملف الافغاني محوراً مهماً في نقاشات المؤتمر حول الامن في ميونيخجنوبالمانيا نهاية الاسبوع الجاري، والذي يوصف غالباً بأنه بمثابة منتدى «دافوس الدفاع»، علماً انه يجمع قادة عسكريين وخبراء من العالم، وستشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها في الدفاع ليون بانيتا. اشتباكات القبائل الباكستانية وفي باكستان، اعلن عسكريون مقتل 20 من مسلحي «طالبان» في قصف نفذه سلاح الجو التابع للجيش لمنطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب)، مشيرين الى تدمير اربعة مخابئ. وأوضح هؤلاء ان الغارة جاءت رداً على هجوم شنّته «طالبان» على نقطة أمنية وأسفر عن مقتل 10 جنود باكستانيين وجرح 32 آخرين، واستهدفت معاقل لمتمردين يقودهم الملا طوفان والملا محيي الدين الذي رجحوا مقتله في الغارة. على صعيد آخر، اعلنت الشرطة الباكستانية ان طرداً يحتوي على مادة الجمرة الخبيثة «انتراكس» أرسل قبل عشرين يوماً من منطقة جامشورو في اقليم السند الى مقر اقامة رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في إسلام آباد. واعتبر هذا الهجوم الاول من نوعه في باكستان التي تواجه موجة من الهجمات الدامية المنسوبة الى «القاعدة»، وتراجعاً في شعبية الحكومة المتورطة بقضايا فساد، علماً ان تنشّق «انتراكس» يؤدي الى امراض خطيرة في جهاز التنفس قد تسبب الوفاة.