أعلن الجيش الاوكراني الذي شنّ للمرة الأولى غارة جوية على مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين للروس شرق البلاد، مقتل 18 من جنوده في المعارك، فيما تخوّف الحلف الاطلسي من غزو روسيا شرق أوكرانيا، بعدما حشدت نحو 20 الف جندي على حدودها. وأشارت بلدية دونيتسك الى «تعرّض قطاع كالينينسكي لضربة جوية تركت حفرة قطرها 4 أمتار وعمقها متر ونصف المتر على الطريق، وتضرّر انبوب غاز». وأضافت ان الضربة «لم توقع ضحايا مدنيين»، لافتة الى مقتل 3 مدنيين خلال 24 ساعة في قصف مدفعي طاول مناطق اخرى من المدينة. وأعلن ناطق باسم الجيش الاوكراني ان «الطوق يضيق حول دونيتسك ولوغانسك وغورليفكا»، معاقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا. وأضاف ان «القوات تتجمّع وتعزّز حواجزها، ونعدّ لتحرير هذه المدن من ايدي الانفصاليين». الى ذلك، أعلن الناطق العسكري الاوكراني اندري ليسنكو أن القوات الحكومية اشتبكت مع الانفصاليين 25 مرة في شرق البلاد خلال 24 ساعة، مشيراً الى انها تتابع ضغطها على مواقعهم. وتابع ان «18 عسكرياً اوكرانياً قُتلوا وجُرح 54». وذكر ان روسيا تحشد 45 الف جندي على الحدود الاوكرانية. في السياق ذاته، اعتبرت ناطقة باسم الحلف الأطلسي أن حشد روسيا قوات على حدودها مع أوكرانيا، يساهم في تصعيد «وضع خطر جداً». وأضافت: «لن نخمّن ما يدور في رأس روسيا، لكننا نرى ما تفعله على الارض، وهذا مقلق جداً. حشدت روسيا حوالى 20 الف جندي، جاهزين للقتال، على حدود أوكرانياالشرقية». وأعربت عن قلق الحلف من إمكان استخدام موسكو «مبرّر مهمة انسانية، لإرسال قوات الى شرق أوكرانيا». وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك نبّه الى تلقّي بلاده «معلومات تفيد بأن خطر التدخل المباشر (للجيش الروسي في أوكرانيا) أكبر مما كان عليه قبل أيام». وأضاف: «إذا تطوّر الوضع إلى تدخل مباشر للقوات الروسية في أوكرانيا، واضح أن هذا الوضع سيكون جديداً ونوعياً، ولا أحد يملك إجابة جيدة عن كيفية تفاعل المجتمع الغربي مع هذا الأمر». واعتبر توسك أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ستكون مكلفة لاقتصاد أوروبا، مستدركاً أن عدم الرد على سلوك موسكو في الأزمة الأوكرانية سيكون له أكثر العواقب «كارثية». في برلين، قالت ناطقة باسم الخارجية الالمانية إن على روسيا «الامتناع عن أي خطوات قد تؤدي الى تصعيد أكبر» في الأزمة الأوكرانية، وزادت: «يمكن أن (تكون الخطوات) الجمع بين التدريبات العسكرية وحشد القوات». وحذر رئيس الوزراء الفنلندي ألكسندر ستوب من أن اقتصاد بلاده قد يواجه «أزمة اقتصادية جديدة» بسبب التداعيات غير المباشرة للعقوبات على روسيا. وأضاف: «واضح أنه إذا تضررت فنلندا من العقوبات بدرجة أكبر من غيرها، سنطلب المساعدة من شركائنا في الاتحاد الأوروبي». وأوردت صحيفة «فيدوموستي» الروسية أن شركة «كوكا كولا» الاميركية سحبت اعلاناتها من 4 شبكات تلفزيونية روسية قريبة من الكرملين، ومن مصرف طاولته العقوبات الغربية. وأشارت الى ان الموازنة السنوية للشركة في السوق الروسية تفوق 51 مليون يورو. لكن «كوكا كولا» أوضحت ان قرارها يستند الى اعتبارات اقتصادية. في المقابل، قررت روسيا الحدّ من وارداتها من اللحوم والحيوانات من ايطاليا وبلغاريا واليونان، بسبب اكتشاف «امراض». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن انه أمر الحكومة بإعداد تدابير للرد على العقوبات الاوروبية والاميركية. ناغورنو قره باخ على صعيد آخر، يستقبل بوتين في سوتشي هذا الاسبوع، نظيريه الأرميني سيرج سركيسيان والأذري إلهام علييف، ما أثار تكهنات باحتمال توسّطه لتسوية أزمة اقليم ناغورنو قره باخ. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «حين سيلتقي الثلاثة معاً في مكان واحد، لن يكون ممكناً تفادي طرح قضية ناغورنو قره باخ». واعتبر ان «إعلاناً سياسياً يعدّد مبادئ التسوية للنزاع، قد يساهم في تطبيع الوضع». واستدرك ان «التوصل الى ذلك ليس سهلاً»، مذكّراً بأن «محاولات جرت، لكن كلما كان اتفاق يبدو قريباً، كان يحصل أمر يعرقله».