باشر الاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات «محددة الأهداف» ضد روسيا تستهدف قطاعي التكنولوجيا والدفاع، بعد مقتل 298 شخصاً في تحطم الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا الخميس الماضي، والتي يعتقد بأن صاروخاً روسياً أسقطها. (للمزيد) ومع إعلان الجيش الأوكراني طرد الانفصاليين الموالين لروسيا من بلدة سيفيريدونيتسك (شرق) التي يسكنها 110 آلاف شخص، وتبعد نحو مئة كيلومتر عن لوغانسك، حذر سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاعي الأوكراني أندريه باروبي أمام البرلمان من حشد موسكو 41 ألف جندي على الحدود مزودين 150 دبابة و400 مدرعة إضافة إلى 500 منظومة مدفعية. وكانت روسيا سحبت معظم قواتها من الحدود مع أوكرانيا والتي ناهزت 40 ألف جندي في وقت سابق من العام الجاري، وصولاً الى نشر أقل من ألف جندي في منتصف حزيران (يونيو) الماضي. لكن ضابطاً في الحلف الأطلسي (ناتو) قال لاحقاً إن «موسكو تعزز قواتها مجدداً». وصادق البرلمان على مرسوم قدمه الرئيس بيترو بوروشينكو لاستدعاء جنود احتياط إضافيين لقتال الانفصاليين في الشرق، فيما اندلع شجار بالأيدي استمر فترة بين نواب قوميين وأعضاء في حزب «المناطق» الذي قاده سابقاً الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا، والذي أطيح به في شباط (فبراير) الماضي، وذلك بسبب طرد عضو في حزب «المناطق». واللافت إعلان ناطق باسم العملية العسكرية الأوكرانية في دونيتسك، أن انتحارياً يقود باصاً صغيراً مفخخاً هاجم نقطة تفتيش للجيش ليل أمس. ثم أعلن الانفصاليون انهم قتلوا 16 عسكرياً أوكرانياً، من دون تأكيد إذا كانت هذه الحصيلة ترتبط بالتفجير الانتحاري. وفي اجتماع عقده مجلس الأمن القومي الروسي وخصِّص لمواجهة «التحديات والتهديدات الجديدة على البلاد»، خصوصاً لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تصرفات الجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك التي تعرقل جهود تهدئة الوضع». وزاد: «يطلبون منا التأثير على قوات الدفاع الشعبي ونفعل ما في وسعنا، لكن هذا ليس كافياً، إذ شنت القوات الأوكرانية عشية تسليم قوات الدفاع الشعبي الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة الى الخبراء الدوليين، هجوماً بالدبابات على دونيتسك، ما يعني أنه يجب دعوة كييف الى احترام المعايير الأخلاقية الأساسية، وتطبيق وقف النار خلال التحقيق على الأقل». وحذر بوتين من أن موسكو سترد ب «طريقة مناسبة» على تطوير البنى التحتية العسكرية للحلف الأطلسي (ناتو) على حدود روسيا. وقال: «نرى جيداً ما يحصل. يجري تعزيز قوات الحلف الأطلسي في دول أوروبا الشرقية بطريقة واضحة، وحتى في مياه البحر الأسود وبحر البلطيق». وتابع: «لا بد من تطبيق في شكل كامل وضمن المهل المحددة الإجراءات المقررة لتعزيز قدراتنا الدفاعية، والتي تشمل القرم (جنوبأوكرانيا) أيضاً». واتهم بوتين مجدداً الدول الغربية بدعم «الثورات الملونة»، مثل جورجيا عام 2003 وأوكرانيا (2004) أو «لذكر الأشياء بأسمائها: انقلابات عسكرية حرضها ومولها الخارج».