كييف، باريس – أ ف ب، رويترز- بعد ساعات على اتهامها سلاح الجو الروسي بإسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز «سوخوي 25» لدى تنفيذها مهمة قتالية ضد الانفصاليين الموالين لموسكو شرق البلاد، وهو الثاني خلال أيام قليلة بعد استهداف طائرة شحن عسكرية أوكرانية من طراز «أنطونوف 26»، حمّلت السلطات الأوكرانية موسكو مسؤولية كارثة تحطم طائرة ركاب مدنية ماليزية من طراز «بوينغ - 777»، بإعلان إسقاطها بصاروخ أرض- جو من ارتفاع 10 آلاف متر فوق منطقة دونيتسك. (للمزيد) واعقب ذلك هبوط الأسهم الأوروبية وتكبدها خسائر كبيرة في نهاية جلسة التداول، في وقت قررت شركتا «إروفلوت» و «ترانسييرو» الروسيتان والخطوط الجوية التركية والفرنسية عدم التحليق فوق أجواء أوكرانيا. ووردت معلومات عن أن وكالات السلامة الجوية في الولاياتالمتحدة وأوروبا حذّرت في نيسان (أبريل) الماضي شركات الطيران من مخاطر التحليق فوق مواقع في أوكرانيا. وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي كان مقرراً سلفاً لمناقشة الوضع في أوكرانيا، حادث الطائرة الماليزية التي كانت في رحلة من كوالالمبور إلى أمستردام وعلى متنها أكثر من 300 راكب بينهم 23 أميركياً على الأقل، فيما أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية بأن «الطائرة أسقطت قرب مدينة شاختيورسك بمنطقة دونيتسك، باستخدام صاروخ أرض- جو من طراز أس 300 أو من طراز بوك، وكلاهما لا يملكهما الانفصاليون»، ما ذكّر باتهام السلطات الأوكرانية روسيا قبل أيام بإسقاط طائرة شحن عسكرية بصاروخ قالت إنه «موجّه ولا يملكه الانفصاليون»، الذين حمّلوا بدورهم القوات الأوكرانية مسؤولية إسقاط الطائرة. ووصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الحادث بأنه «عمل إرهابي»، وأضاف: «هذا ثالث حادث خلال أيام بعد إسقاط طائرتي أنطونوف 26 وسوخوي 25، ولا نستبعد أن تكون الطائرة الماليزية أسقطت أيضاً، ونشدد على أن قواتنا لم تدمر أهدافاً في الجو». وكانت طائرة ماليزية نفذت رحلة من كوالالمبور إلى بكين اختفت في آذار (مارس) الماضي، من دون أن يعثر على حطامها حتى الآن. وكان السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين نفى سابقاً مسؤولية بلاده عن إسقاط المقاتلة الأوكرانية من طراز «سوخوي 25» والتي نجا قائدها، وقال: «لم نفعل ذلك». واعتبر مصدر بارز في وزارة الدفاع الروسية اتهامات كييف «عبثية، مثل تلك السابقة التي وجهتها ضدنا». لكن الناطق باسم مجلس الأمن الأوكراني أندريه ليسنكو، أعلن أن كييف ستسلم بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أدلة على وقوف القوات الروسية وراء حادثتي الطائرتين العسكريتين الأوكرانيتين، مشيراً إلى أن طائرة الشحن أسقطت بصاروخ انطلق من أراضي روسية لدى تحليقها على ارتفاع 6.5 آلاف متر، «ما يعني أنها استهدفت بصاروخ موجّه لا يملكه الانفصاليون». تزامنت التطورات الميدانية مع إعلان رزمة جديدة من العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا. واستهدفت أهم العقوبات الأميركية عملاق النفط «روس نفت» ومصرفي «غاز بروم بنك» و «فنيش إيكونوم بنك»، وهما من أضخم المصارف الروسية ويديران قطاعاً واسعاً من التجارة الخارجية، بينما جمّد الأوروبيون مشاريع يمولها البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في روسيا. وردت موسكو بعنف على تشديد العقوبات الأميركية، بينما تعاملت بلهجة اقل حدة مع الأوروبيين، وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن «واشنطن تتسبب في خسائر أكبر لشركات الطاقة الأميركية، وتلحق أضراراً خطرة بالعلاقات الروسية– الأميركية، لكننا لم نغلق الباب أمام المفاوضات بهدف إنهاء هذا الوضع». وتراجع مؤشرا بورصة موسكو أمس بتأثير العقوبات الجديدة التي خفضت أيضاً سعر الروبل.