تحدثت مطولاً مع رئيس نادي الوحدة المخضرم علي داود بعد إنجاز عودة الوحدة إلى مكانها الصحيح بدوري «زين»، بعد عام صعب قضاه محبو هذا النادي في متابعة فريقهم، الذي يخوض 30 مباراة بين مختلف مدن المملكة في أطول دوري عربي، وشعرت بالاطمئنان إلى حد كبير على مستقبل الوحدة مع هذا الرجل الخبير الذي يشعر من يحدثه بأنه منطقي، والفكر والإحساس بالمسؤولية، والرؤية الرياضية الثاقبة، والأدب الجم، فهو ينسب الحق لأصحابه، فيذكر كل من ساهم في إنجاز العودة، وعلى رأسهم الامير خالد الفيصل وصالح كامل، وأعضاء الشرف الداعمين، عكس بعض رؤساء الوحدة السابقين الذين كانوا يسعون بكل الطرق لتجيير كل نجاح، ولو كان صغيراً لأنفسهم، ومن حولهم من المريدين فقط. ولكن داود بخبرته، وتاريخه، وأخلاقه مختلف، فهو يدرك أن المهمة المقبلة لنادي الوحدة لن تكون سهلة أبداً، لذلك قال لي إن التجهيز لدوري «زين» سيبدأ من اليوم، مؤكداً أن المهمة شاقة، ولكنها غير مستحيلة، ولكن يبقى السؤال كيف ستكون بداية تجهيزات الوحدة الموسم المقبل، ومن سيدعمها مالياً، وهل سيكون الدعم كافياً؟ وكيف ستتم السيطرة على خلافات أعضاء الشرف المنفلتين إعلامياً لرغبتهم في الظهور؟ وكيف ستتم استعادة أعضاء الشرف المبتعدين؟ وإلى أي مدى سيتحمل صالح كامل حمل مصروفات النادي؟ وهل سيتم تغيير المدرب المصري بشير عبدالصمد الذي ساهم في تبديل جلد الفريق، وانتشاله بآخر عالمي غير مضمون النجاح؟ وكيف سيتم اختيار اللاعبين الأجانب؟ ومتى سنرى مشاريع الوحدة الاستثمارية؟ وكيف يمكن ان يحافظ النادي على أبنائه اللاعبين الشباب الموهوبين من إغراءات الأندية الكبرى؟ كل هذه الأسئلة الهامة تحتاج لإجابات عاجلة، ورئيس الوحدة علي داود لم يمر عليه هذا الموسم مرور الكرام، فبعد تسلمه لمقاليد النادي المكي العريق بعد زوبعة الهبوط نهاية الموسم الماضي وإبعاد رئيس النادي السابق جمال تونسي، وإبعاد رئيس أعضاء الشرف السابق أجواد الفاسي، كان داود في وضع صعب بعد مجيئه في وقت لا يحسد عليه ليصارع أمواج الإحباط في دوري الأولى، فتعثر الفريق، ولكن داود بخبرته، وابتسامته، وروحه المرحة، وقوة إيمانه بالمواهب الشابة، والتفاف الوحداويون المخلصون حوله، استطاع الخروج من الموقف الصعب بفضل من الله ثم بشجاعة إدارية فائقة، تمثلت في تغييره للمدرب مرتين وإبعاده اللاعبين المخضرمين غير الجادين، ليتمكن أخيراً من تحقيق الأمل المنشود، ويعود بالفريق إلى مكانه الطبيعي، ولكن محبي الوحدة هذا النادي العريق لا تنحصر آمالهم في العودة إلى «زين» فقط، فهم يرغبون في العودة إلى منصات التتويج مثل جارهم، وغريمهم وشريكهم في بدايات تأسيس الرياضة السعودية نادي الاتحاد، كذلك يتمنون أن يكون ناديهم نموذجياً في إدارته وأجوائه مثل النادي الأهلي الذي كان ينظر لناديهم المكي بعين الإعجاب في السابق قبل أن تنقلب الأمور، فالنادي العريق وأبناؤه يعلقون آمالاً عريضة على أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، ورئيس اللجنة العليا للتطوير صالح كامل، ورئيس مجلس الإدارة علي داود، وأعضاء شرف النادي، ولاعبيه، وجماهيره، ليحملوا راية النادي في طريق العودة إلى الانتصارات، وحمل الكؤوس مجدداً. وتبقى في النهاية مزيد من الأسئلة تدور في الشارع المكي الرياضي، هل سيقرر رئيس نادي الوحدة المخضرم داود تغيير بعض الأعضاء غير المؤثرين في إدارته، الذين لم يكن لهم دور ملموس، وتغيير جلد الفريق بشراء لاعبين محليين أكفاء، وجلب لاعبين أجانب ماهرين، ومدرب داهية يساعده القدير بشير عبدالصمد في دوري «زين»، وجلب دعم وموارد استثمارية ثابتة للنادي؟ وتحقيق التفافة كبرى من أعضاء الشرف بأطيافهم كافة؟ أم أن «وحدة مكة» ستكون العام المقبل نسخة مكررة من «أنصار المدينة»، الذي صعد ثم هبط، ولم يشعر به أحد؟ وهو الأمر الذي لا يقبله الشجاع داود، ولا نقبله على «فرسان مكة» الذين أثبتوا أنهم رجال مواقف بعد أن وعدوا وأوفوا وأدخلوا الفرحة إلى قلوب أبناء مكة، ومحبي النادي، وأعادوا الفريق الأحمر لمكانه الطبيعي، فلا يمكن أن نتخيل دوري «زين» بلا «فرسان مكة». [email protected]