حظي نادي «الوحدة» المكي باهتمام غير عادي من «أمير مكة» السابق عبدالمجيد بن عبدالعزيز، الذي ترأس أعضاء شرف النادي العريق كسابقة إبان فترة رئاسة حاتم عبدالسلام. وقد شهدت تلك الأيام كعضو شرف ورأيت كيف كان الأمير حريصاً على عودة النادي إلى منصات التتويج. وأذكر أن الأمير رحمه الله هاتف ذات مرة رئيس النادي مباشرة بعد مباراة فاز فيها الوحدة على الهلال وأصر رحمه الله أن يسلم مكافآت للاعبي الفريق بعد المباراة بساعة واحدة فقط وأرسل المبلغ الى مقر النادي. لم يكن «الوحدة» وجماهيرها معتادين على مثل هذا الاهتمام، وتفاءل الجميع، وبدأ «الحلم المكي» المؤجل يقترب، وكان «الوحدة» مثار غيرة وحسد من بقية أندية منطقة «مكةالمكرمة» التي لم تحظ بالقدر نفسه من الاهتمام والتبرعات السخية من «أمير المنطقة». إلا أن السامر انفض بعد وفاة «وجه السعد» الوحداوي في تلك الأيام. وعندما ظهر جيل مميز من اللاعبين بعد «سنوات أربعين عجاف» ظن الجميع مرة أخرى أن الوحدة «محظوظ» بجيل قل أن يتكرر بسهولة بعد أن اجتهد رؤساء النادي السابقون وبدعم من «أمير مكة» السابق رحمه الله في بناء قاعدة ذهبية، وترأى الحلم من جديد لكنه تشتت بأخطاء «إدارية» وصراعات «شرفية» لا طائل منها، فتم بيع كل الموهوبين الذين كان جمهور النادي يراهن عليهم ليرحلوا ويبقي الوحدة مرة أخرى نادياً «منحوساً» لا حظّ له كما كان يظن البعض. وعندما تمكن «الوحدة» من بلوغ نهائي كأس ولي العهد ظن الكثيرون انه بات محظوظاً، ولكنه لاقى الهلال الذي لم يرأف بحال الفريق الذي ظنه البعض محظوظاً فبات منحوساً بخمسة أهداف زرقاء أضحكت عليه أعداءه والشامتين فيه. «وزاد الطين بلة» قرار تهبيط الفريق الى الدرجة الأولى بعد فضائح تلاعبات في توقيت مباراة التعاون، وشبهة رشوة لحارس أحد الأندية المحلية. وهكذا ثبت أن نادي مكة ليس فقط هو «المنحوس» رسمياً بل كل جماهيره ومحبيه وإدارييه وأعضاء شرفه منحوسين مثله. وفي عز الإحساس بالحسرة والألم باللعب في دوري «الظلمات» لاح أمل جديد متمثل في رئاسة رئيس «غرفة جدة» صالح كامل لأعضاء شرف الوحدة وترشيحه للإعلامي والرياضي المخضرم وحارس مرمى الوحدة الأسبق في أيامه الذهبية علي داود رئيساً للنادي، وتمكن داود ورفاقه في مجلس الإدارة ومجلس تطوير نادي الوحدة من استقطاب شرفيي النادي المبتعدين، وتكوين التفاف شرفي غائب منذ زمن، والأهم من هذا تمكنوا من إقناع «أمير مكة» الحالي خالد الفيصل من الاقتراب من النادي المكي والذي عقد قبل أيام اجتماعاً حضره رجال الأعمال المكيين الذين تبرعوا بمبالغ تصل الى 19 مليون ريال منها مليون من الأمير شخصياً، وبذلك بات محبو نادي الوحدة وحاسدوه على السواء يصفون الوحدة بالنادي «المحظوظ». وأصبح الجميع يشعر أن الحلم يطرق الأبواب. ولكن نتائج الفريق في الدرجة الأولى لا تسر أبداً واللاعبين غير مقنعين وغير مهتمين، والمدرب فشل في خلق التجانس في الفريق حتى الآن، ومجلس الإدارة أثبت انه مجلس خامل لا يتحرك بسرعة وفعالية ولا يدير النادي بطريقة «ديناميكية» ..ليبقى السؤال مطروحاً: هل يثبت الوحدة مرة أخرى انه النادي «المنحوس» في كل مرة يظنه الجميع محظوظاً؟ [email protected]