تمكن أبناء النادي المكي ورجال الوحدة المخلصين بتوفيق الله من تحقيق المعجزة هذا العام، والعودة مجدداً الى مصاف أندية دوري «زين»، وهو المكان الطبيعي للنادي العريق بعد إسقاط تأديبي إجباري العام الماضي من «لجنة الانضباط» بقرار لم يكن منصفاً، وموفقاً في نظر الكثيرين من متابعي الرياضة السعودية. وقد وضع محبو هذا النادي العريق أيديهم على قلوبهم أربع مرات هذا الموسم، قبل أن تتحقق الفرحة العارمة بالصعود في نهاية الموسم. المرة الأولى عندما تلقى ناديهم 6 هزائم من فرق الدرجة الأولى الأقل من ناديهم في الإمكانات والتاريخ، بخاصة الهزيمة الفادحة التي تلقاها الفريق المكي في عقر داره من الشعلة متصدر دوري الأولى بستة أهداف كانت بمثابة ناقوس خطر، وعلى إثر تلك الهزائم غير المتوقعة تعاقب ثلاثة مدربين على الفريق الأول، كان آخرهم المصري المحبوب من أبناء النادي بشير عبدالصمد الذي درب الفريق الأولمبي الوحداوي الذي تم حله بعد الهبوط في الموسم الماضي. والمرة الثانية، عندما استشعر محبو الفريق بأن عناصر الإدارة التي يرأسها المميز والمحبوب علي داود ليست كلها قادرة على الحضور، والعطاء المعنوي، والمادي، وبالتالي تحمل داود معظم الحمل وحده. والمرة الثالثة، عندما راود محبو النادي إحساساً أن ناديهم حتى لو تأهل لدوري «زين» ربما لا يستطيع أن يقارع الفرق الكبيرة بمستوى غير مشجع في بعض المباريات التي خاضها بدوري الأولى الصعب والمرهق، الذي يعتبر بلا منازع أطول دوري عربي ب30 مباراة كاملة يلعب نصفها خارج الأرض وبعضها في عز حرارة شمس العصر! والمرة الرابعة، التي وضع الوحداويون فيها أيديهم على قلوبهم عندما لمسوا عدم جدية لاعبي الفريق الأول المخضرمين أمثال خالد الحازمي، وأحمد الموسى، وماجد بلال، وسليمان أميدو، وطلال الخيبري، وتعاليهم على اللعب ضد أندية الأولى، ولذلك أصبح لزاماً الاعتماد على الأسماء الشابة، أمثال سلمان المؤشر وابراهيم الزبيدي، وطارق عبدالعزيز، وسعيد الزهراني، الذين تمكنوا من انتزاع بطاقة التأهل بصعوبة وشجاعة. وأخيراً تنفس محبو نادي الوحدة الصعداء بالصعود والعودة الى دوري الشهرة والأضواء، بعد عام مرير قضى محبو ولاعبو الوحدة نصفه في ذهول وعدم تصديق للكارثة التي حلت عليهم بهبوط ناديهم الذي احتفل العام الماضي باللعب على كأس ولي العهد للمرة الأولى منذ عقود طويلة، ولكن لم يهنأ محبو الوحدة بهذا الإنجاز، ونزل قرار الهبوط الى الأولى، من لجنة الانضباط كالصاعقة على محبي النادي ليفسد كل شيء وليتسبب في التعجيل ببيع عقد النجم الوحداوي المتألق آنذاك مختار فلاتة لنادي الشباب، إضافة الى الإحراج الذي وقعت فيه إدارة النادي بعد إبداء عدد من لاعبي الفريق الوحداوي عدم رغبتهم في اللعب في دوري الأولى، باعتبارهم من نجوم الدوري، وكونهم لعبوا للتو آنذاك على نهائي كأس ولي العهد، الأمر الذي خلط أوراق النادي، وقلبها رأساً على عقب. ليتمكن المعارضون لرئيس الوحدة المنتخب في تلك الفترة جمال تونسي من إسقاطه وإبعاده عن النادي بعد أن فقد أعصابه، ولم يتمكن من إدارة الأزمة بالشكل الصحيح فاشتبك مع الجميع، وفتح النار في كل الاتجاهات ليسقط بالاستقالة الإجبارية، وبعد ذلك قام بعض الشرفيين الوحداويين بالإلتفاف، والتآمر على رئيس أعضاء الشرف الوحداوي أجواد الفاسي، وإسقاطه، وتسليم الراية الى المجلس التطويري بقيادة صالح كامل الذي اختار الوحداوي المخضرم علي داود رئيساً للنادي الأحمر، الذي بدوره اختار عدداً من لاعبي الوحدة القدامى كأعضاء في مجلس الإدارة الموقت الذي تم تشكيله مدة عامين لإنقاذ الوحدة من حالة التردي وغياهب الخلافات المريرة التي عصفت بالنادي وزادت بعد قرار الهبوط للأولى. محبو الوحدة هذا النادي العريق لا تنحصر آمالهم في العودة الى «زين» فقط، فهم يرغبون في العودة الى منصات التتويج مثل جارهم، وغريمهم وشريكهم في بدايات تأسيس الرياضة السعودية نادي الاتحاد. [email protected]