أطلق كل من زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعوة الى مناصريهما للتهيؤ للانتخابات النيابية المقررة بعد سنة، فاعتبرها الأول مصيرية، و «بأصواتكم في صناديق الاقتراع ستقولون الشعب يريد إسقاط النظام» فيما دعا الثاني الى «أن نواجه بملء إرادتنا في صناديق الاقتراع التحدي الكبير بأن نكون أو لا نكون». وإذ يطلق خطابان منفصلان للحريري، من السعودية ومن خلال شاشة متلفزة الى كوادر تيار «المستقبل» في بيروت، وجنبلاط في مدينة صوفر الجبلية في تكريم قدامى حزبه، السباق الانتخابي اللبناني، بعدما بدأه زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أول من أمس في مهرجان أمام كوادر تنظيمه، فإن مواقف الحريري وجنبلاط أمس أظهرت تقارباً في تعاطيهما مع هذا الاستحقاق وفي مواقفهما مما يواجهه الوضع اللبناني ومن مناهضة النظام السوري. وانتقل الحريري مساء أمس بعد إلقائه خطابه من العاصمة السعودية الى دولة قطر للقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبحث الأوضاع في المنطقة ولبنان. وأعلن الحريري في خطابه، عبر الشاشة أمام أكثر من 4 آلاف من قيادات تياره وكوادره يتقدمهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تجمعوا في ساحة الشهداء قبالة ضريح الرئيس رفيق الحريري لمناسبة ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية وعشية الذكرى الخامسة لاجتياح «حزب الله» وحلفائه مدينة بيروت في 7 أيار (مايو) 2008، انها «ليست مصادفة أن يكون اليوم ذكرى الليلة السوداء». وأكد الحريري أن اللقاء «مناسبة لإعلان رفض سياسات التسلط والهيمنة والاستقواء بالسلاح». وأضاف: «كما قلنا إننا لا نحمّل طائفة أو مجموعة أو فئة من إخواننا اللبنانيين مسؤولية دماء رفيق الحريري، فإننا لا نحمل لا طائفة ولا مجموعة ولا فئة بعينها مسؤولية 7 أيار 2008»، مؤكداً أن «استذكارنا لشهدائنا مناسبة لنكرر رفضنا الفتنة بكل أشكالها وبين السنّة والشيعة في شكل خاص ولندعو الى حوار صادق انطلاقاً من قناعة، لا مناورة، بأن السلاح خارج سلطة الدولة لا وظيفة له سوى إضعاف الدولة وتزوير إرادة الناخبين الديموقراطية عبر ترهيب الناس». وإذ تحدث الحريري عما يسببه السلاح من «انهيار في القيم والأمن والمعيشة في الجنوب والضاحية الجنوبية» وسائر المناطق، هاجم النظام السوري و «الانتخابات المزورة» التي ستجري اليوم في سورية وقال: «في لبنان يريدون انتخابات وقوانين انتخاب تخضع لإرهاب السلاح... انهم يعملون على تسويق قوانين للانتخاب لإعادة إنتاج أنظمة الوصاية والتسلط بأدوات محلية وهذا الموضوع لن يمر». وفيما هاجم الحريري الذي لم يذكر «حزب الله» في خطابه «حكومة النأي عن رغيف الخبز وتحويل ديبلوماسية لبنان الى رديف لنظام القتل والفساد»، وتجنب التطرق الى هجوم عون عليه، ولو تلميحاً، وصف جنبلاط، الذي تحدث في صوفر في التوقيت نفسه تقريباً، عون من دون أن يسميه ب «شتام الأمس الذي لن أرد عليه». لكنه عاتب «حزب الله» من دون أن يسميه أيضاً، كحليف لعون بالقول: «عتبي على الذين يجعلونه يطلق العنان بنبش القبور وعلى الموقع الوسطي الذي نمثل وقد دفعنا كحزب وجماهير أثماناً باهظة للتأكيد على ضرورة السلاح في مواجهة إسرائيل». وغمز جنبلاط من قناة «حزب الله» بالقول: «أكدنا الحوار لكنهم نكثوا باتفاق الدوحة»، بعدما ذكّر بأن «حزبه عمل على درء الفتنة ونجحنا ولسنا بنادمين». وسأل: «هل يريدون الاستيلاء على مقدرات البلاد والعباد في الإدارة والقضاء والجيش، ولم أذكر الأمن وكل شيء في البلد فلتان في وضح النهار». وذكّر بشعار الجيش يبقى هو الحل (الذي استخدمه العماد عون العام 1988) قائلاً أنه لا يمر إلا باستيلائهم المطلق على مجلس النواب لكنه سأل: «عن أي جيش يتحدثون في غياب خطة دفاعية واضحة تتوزع فيها المهمات بإمرة الدولة فقط ووحدة الإمرة للسلاح». وكان لافتاً أن جنبلاط حيا شهداء الكتائب و «القوات اللبنانية» و «الوطنيين الأحرار» في حرب الجبل.