كشفت إمارة منطقة مكةالمكرمة عن 47 توصية تستهدف تأطير دور المسجد وإسهامه في التنمية صدرت عن 100 إمام مسجد وخطيب شاركوا في ورشة عمل «المسجد وخطبة الجمعة المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان» أخيراً، أبرزها استثمار منبر الجمعة في إظهار شمائل الدين الإسلامي الداعي إلى احترام النظام والنظافة ومحاربة الفساد والاعتداء على أراضي الدولة. ودعت التوصيات المستخلصة، بحسب بيان إدارة العلاقات العامة والدراسات في إمارة منطقة مكة، من كلمة أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل لدى لقائه المشاركين في ورشة العمل، إلى التأكيد على المسؤولية الكبرى للأئمة والخطباء حيال معالجة المشكلات ونشر الثقافة والقيم الإسلامية، والتأكيد على أهمية الخطباء والأئمة في التنمية عبر تبيان القيم الحقيقية للإسلام، مثل جهاد النفس، والصدق، والأمانة، وجوب المشاركة الفاعلة للأئمة والخطباء في إيضاح أن الدين الإسلامي هو دين الحضارة والرقي والتقدم قولاً وعملاً. كما تضمنت التوصيات الدعوة إلى إبراز المميزات والنعم والخصائص في المملكة، وفي مقدمها الحكم بالشريعة الإسلامية ونعمة الأمن والاستقرار والموارد الاقتصادية، وإبراز الهجمة التي تتعرض لها المملكة باعتبارها الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية، والتأكيد على تمسك قيادة المملكة بالشريعة الإسلامية المتمثلة في القرآن دستوراً والسنة النبوية منهجاً، وتعزيز ثقة المسلم بدينه ووطنه وافتخاره. وبينت إمارة منطقة مكة أن الأئمة والخطباء المشاركين في ورشة العمل دونوا ست توصيات وردت في كلمة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح آل الشيخ الملقاة في ورشة العمل، اشتملت على تأكيد أهمية توازن الخطيب والجمع بين العقل والعاطفة والحذر من الفصل بينهما للمحافظة على الاعتدال، ضرورة العناية بمنهج التفكير الصحيح والحرص على بناء الشخصية المسلمة المتوازنة، ضرورة اعتناء الأئمة والخطباء بفقه الانتماء والمواطنة لأن الانتماء والمواطنة فكرة شرعية أصيلة. وشددت على ضرورة معالجة الخطيب مشكلات المجتمع والأمة انطلاقاً من فكر يراعي قواعد الفكر المعصومة من الغلط، وأن بناء الإنسان عبر خطبة الجمعة لابد أن يسبقه بناء كامل للخطيب، وأخيراً التأكيد على فكر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة والمتمثل في أن بناء الإنسان ينطلق من بناء إنسان مؤهل للقيادة وصولاً إلى بناء خطيب مميز في عقله مميز في عاطفته. وأكدت التوصيات العشر الخاصة بالمحور الأول، والذي تناول «الدور المأمول للمسجد في المساهمة في التنمية الشاملة للمملكة وتنمية منطقة مكةالمكرمة»، الحاجة إلى إيضاح أسباب مكانة المملكة ومنزلتها بين دول العالم وتميزها بالاستقرار والأمن من خلال تطبيق الشريعة وتبني قيادتها الرشيدة منذ بداية عهدها الأول هذا المنهج وإصرارها على تطبيقه. وشددت التوصيات على ضرورة إبراز مكانة المملكة الدينية (وسط العالم أجمع) وبعث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأرض، وإبراز الأمن والاستقرار للمملكة خلال أمن الإنسان في الحرم، واستثمار وجود الزوار والمعتمرين والحجاج لنشر هذه الفكرة إلى المسلمين كافة في العالم الإسلامي، وإبراز خصوصية ومكانة مكة بالنسبة لجميع المسلمين باعتبارها تحتضن الكعبة المشرفة. ودعت توصيات المحور الأول إلى العمل على شحذ الهمم والدعوة إلى ترك الاتكالية واليأس والتشاؤم والإحباط، وبث ثقافة التفاؤل والنظرة الإيجابية للمشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة عموماً ومنطقة مكةالمكرمة خصوصاً. وحث المجتمع على الإبلاغ عن المفسدين وعدم التستر عليهم، وإعداد خطب خاصة لنشر ثقافة الابتسامة والمعاملة الحسنة للحجاج والمعتمرين والزوار لدى المواطن والمقيم في منطقة مكةالمكرمة، وإبراز حصول منطقة مكةالمكرمة على استثناءات خاصة تبعاً لمكانتها. واشتملت توصيات المحور الثاني عن «الدور المأمول للمسجد في ترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية وتصحيح الأفكار» على 10 توصيات، طالبت بشرح وتبسيط مفهوم الوسطية والاعتدال وتصحيح المفاهيم الخاطئة، تبسيط مصطلحات الخطبة وطرحها وتقديم نماذج ناجحة من خطباء المحافظات، ودعت التوصيات إلى أهمية تفحص مصادر الأخبار والمعلومات، وعدم اتباع الإشاعات ونشرها من خلال بيان منهج الشارع في حماية الحرمات والعناية بمبدأ الستر، والتوعية بأهمية المحافظة على المرافق العامة باعتبارها ملكاً للجميع. بينما حثت توصيات المحور الثالث «الدور المأمول لأئمة المساجد وخطباء الجوامع»، على إشاعة ثقافة التراحم والتسامح وإصلاح ذات البين بين أفراد المجتمع، والابتعاد عن القضايا الخلافية الفرعية التي يكثر فيها الاختلاف الشرعي، والتأكيد على أهمية مقاصد الشريعة ومحاسنها وبيان شموليتها، والتصدي للأفكار المشبوهة الداعية للتطرف في التفكير والسلوك.