بغداد - أ ف ب - واصل عشرات الآلاف من الشيعة العراقيين في التوافد سيراً على الأقدام الى الكاظمية شمال بغداد، لإحياء ذكرى وفاة الأمام موسى الكاظم التي تصادف اليوم السبت، على رغم أعمال عنف محدودة حتى الآن. وقال المسؤول الإعلامي للمرقد عامر الإنباري لوكالة «فرانس برس» إن «حشود الزوار تتوافد في شكل مستمر لزيارة الإمام موسى الكاظم، وأستطيع القول إن الزيارة ستكون مليونية»، في اشارة الى أعداد محتملة للزوار طيلة ثلاثة أيام. وأضاف أن «الزوار من مختلف الأعمار وبينهم نساء وأطفال، يصلون من مناطق العراق اضافة إلى آخرين من دول عربية وأجنبية». ويمر الزوار في شوارع بغداد الرئيسية حيث انتشرت سرادق تقدم لهم الطعام والماء اثر وصولهم من وسط البلاد وجنوبها سيراً على الأقدام. واتخذت قوات الأمن العراقية اجراءات أمنية مشددة لحماية الزوار تمثلت في منع سير الدراجات النارية وعربات البضائع ونشر الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. وأغلقت السلطات شوارع وجسوراً أمام الدراجات والعربات لضمان أمن الزوار. وقال معد خشان (35 سنة) وهو من ناحية الصويرة (50 كيلومتراً جنوب بغداد) وصل سيراً على الأقدام ويرتدي دشداشة تقليدية ويحمل راية سوداء: «جئت لزيارة الإمام الكاظم اعتزازاً بديني وأشعر بالسعادة لأنني سأكون عند مرقده في ذكرى وفاته». من جهتها، قالت «أم جليل» الستينية التي جاءت من ناحية الوحدة (25 كيلومتراً جنوب) مع ابنتها وزوجة ابنها وحفيدها «إنها المرة الأولى التي أشارك فيها في ذكرى وفاة الإمام منذ احتلال العراق». وتابعت المرأة التي ترتدي عباءة سوداء وتحمل كيساً: «لا أشعر بتعب وأتمنى أن اشارك كل عام في هذه الذكرى». يذكر أن الإمام الكاظم نجل الإمام جعفر بن محمد «الصادق»، وهو سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الإثني عشرية. وولد في منطقة تعرف بالأبواء بين مكة والمدينة، وتوفي في سجن السندي ابن الشاهك حيث كان يعتقل في بغداد. وتتهم الأدبيات الشيعية الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الإمام عبر دس السم له فيما كان في السجن.