بدا أن الاضطرابات في إقليم شينغيانغ في أقصى غرب الصين، امتدت إلى مدينة كاشغار السياحية، بعد إعلان السلطات مقتل «عشرات» في «هجوم إرهابي» متعمّد، فيما رجّحت منظمة مدافعة عن أقلية الأويغور سقوط مئة قتيل وجريح في الاضطرابات. ويقيم في شينغيانغ أكثر من تسعة ملايين من الأويغور، وهم مسلمون ناطقون باللغة التركية، يتهمون بكين بقمعهم وممارسة سياسة تمييز ضدهم. لكن السلطات الصينية تتهم «إسلاميين متطرفين» وانفصاليين في الإقليم بتنفيذ هجمات إرهابية أوقعت عشرات القتلى، في شينغيانغ وخارجها، سعياً إلى إقامة دولة مستقلة تُسمى «تركستان الشرقية». ونسبت وكالة «رويترز» إلى سائح فرنسي قوله إنه شاهد أمس جثة غارقة في بركة من الدم أمام مسجد في كاشغار، مشيراً إلى انتشار شرطيين في المدينة. وأضاف: «سمعنا صراخاً وشاهد صديقي شخصين مسلحين بسكاكين يهربان. أتت الشرطة بسرعة وطلبت من الناس عدم التقاط صور وفحصت الهواتف الخليوية». وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أفادت بأن عصابة «مسلحة بسكاكين» هاجمت مركزاً للشرطة ومباني رسمية في مقاطعة شاشي التي تبعد حوالى 200 كيلومتر من كاشغار. وأردفت أن الشرطة «قتلت عشرات» من المهاجمين «الذين هاجموا مدنيين وحطموا سيارات»، موقعين «عشرات الجرحى والقتلى المدنيين» من الأويغور والهان (الصينيي الأصل). وتحدثت عن «هجوم إرهابي عن سابق تصوّر وتصميم». لكن ديلشات رشيد، الناطق باسم «المؤتمر العالمي للأويغور» (مقره ألمانيا)، رجّح أن تكون «المواجهة أوقعت حوالى مئة قتيل وجريح». وتابع: «نطلب (من بكين) التوقف عن إخفاء الحقيقة في شأن قضية شاشي التي لا تستطيع الصين التهرّب من مسؤوليتها عنها». وتحدّث عن «إفراط في استخدام القوة المسلحة»، مطالباً ب «تحقيق مستقل». واعتبر أن «الأويغور ينتفضون احتجاجاً على السياسة المتطرفة للصين وقمعها المسلح الذي أوقع قتلى وجرحى من الطرفين». على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أن التحقيق مع تشو يونغكانغ، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي أحد أكثر الساسة الصينيين نفوذاً خلال العقد الماضي، يعكس قدرة الحزب على تطبيق قواعده التنظيمية. وزادت: «يجب ألا يراهن أحد على احتمالات الهرب، أو يتوهّم أن هناك واحة آمنة».