بكين - أ ب، رويترز، أ ف ب - قُتل 15 شخصاً في إقليم شينغيانغ شمال غربي الصين، خلال يومين من العنف في المنطقة التي يقطنها مسلمون من إتنية الأويغور. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الشرطة قتلت أربعة «مشتبهاً بهم» في مدينة كاشقار غرب شينغيانغ، معتبرة أن الإقليم «حيث تعيش أقلية أويغورية ومجموعات عرقية أخرى، كانت تحت تهديد إرهابي». وأشارت إلى «اعتقال أربعة آخرين، فيما تواصل الشرطة بحثها عن أربعة آخرين، بعد تجدد العنف». أتى ذلك بعدما أوردت الوكالة أن «مصادر محلية ذكرت أن ثلاثة أشخاص قُتلوا في انفجار، لكن شهوداً أفادوا بأن الضحايا قُتلوا بالسلاح الأبيض على أيدي مثيري شغب». أعقب ذلك إعلان الشرطة مقتل وجرح العشرات السبت، بعدما خطف رجلان من الأويغور يحملان سكيناً، شاحنة كانت متوقفة عند إشارة مرور في كاشقار، فقتلا سائقها ثم استقلاها واندفعا بها في اتجاه مشاة، ونزلا وطعنا المارة، ما أوقع 7 قتلى و28 جريحاً، قبل أن يتمكن الحشد من الإمساك بأحدهما وقتله، فيما اعتُقل الآخر. هذا التطوّر الميداني أتى بعد نحو ساعة على حدوث تفجيرين، أحدهما في شاحنة صغيرة والآخر في سوق للمواد الغذائية. في المقابل، أعلن «المؤتمر العالمي للأويغور»، والذي يتخذ ألمانيا مقراً، أن غالبية القتلى والجرحى هم أعضاء في جهاز أمني يساعد الشرطة، مضيفاً: «مدينة كاشقار بكاملها تخضع للأحكام العرفية، واعتقلت السلطات ما لا يقلّ عن مئة من الأويغور». وأعرب الناطق باسم المؤتمر، ديلشات راشيت، عن «قلقه لاحتمال أن تعتقل السلطات مزيداً من الأويغور، مستغلة هذا الحادث، مضيفاً: «لا سبيل للاحتجاج سلمياً ضد القمع الصيني هناك، وسياسة إعادة التوطين المحسوبة»، في إشارة إلى نقل الصينيين من إتنية الهان للإقامة في شينغيانغ. وتأتي هذه الهجمات بعد نحو أسبوعين من اشتباكات عنيفة في مدينة هوتان بشينغيانغ، أسفرت عن مقتل حوالى 20 شخصاً، عزتها السلطات إلى اعتداء «إرهابي» على مركز للشرطة، فيما أعلنت المعارضة الأويغورية أن الشرطة ضربت حتى الموت 14 أويغورياً، كما قتلت ستة آخرين أثناء المواجهات. وفي تموز (يوليو) 2009، شهدت أورمشي، عاصمة شينغيانغ، مواجهات بين الأويغور والهان، أسفرت عن مقتل حوالى مئتي شخص وجرح 1700. ويعيش أكثر من ثمانية ملايين أويغوري في شينغيانغ الغني بالنفط والغاز، ويقع على الحدود مع أفغانستان وباكستان والهند وروسيا وآسيا الوسطى. ويندد الأويغور منذ عقود بتعرّضهم ل «قمع ثقافي وديني»، إضافة إلى هجرة كثيفة لإتنية الهان إلى الإقليم الذي يشكّل سدس مساحة الصين.