بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت السلطات الصينية أمس، مقتل اربعة اشخاص، بينهم شرطي، في هجوم على مركز شرطة في إقليم شينغيانغ أقصى غرب البلاد، عزاه ناشطون من الأويغور المسلمين الى فضّ تظاهرة احتجاج على مصادرة أراضٍ لمسلمين. والعنف هذا هو الأسوأ في الاقليم منذ نحو سنة، حين قُتل 7 شرطيين بسيارة مفخخة فجّرها شخص من أقلية الأويغور التي تشكو اضطهادها والتمييز ضدها في شينغيانغ، لمصلحة إتنية «الهان» الصينية، وحيث قُتل العام 2009 حوالى مئتي شخص في أورمتشي عاصمة الاقليم، في مواجهات دموية بين الطرفين. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن العنف بدأ حين اجتاح «قطاع طرق» مركز شركة في مدينة هوتان، واحتجزوا رهائن، كما أطلقوا النار وأشعلوا حريقاً، مشيرة الى مقتل شرطي ورهينتين وحارس، اضافة الى عدد من المهاجين «أجهزت عليهم الشرطة». واضافت ان ستة رهائن حُرروا، مؤكدة ان الوضع بات «تحت السيطرة». وافاد التلفزيون الصيني بأن وحدة من مكتب مكافحة الارهاب، توجّهت الى مكان الحادث. في المقابل، قال ديلشات راشيت، وهو ناطق باسم «المؤتمر العالمي للأويغور» الذي يتخذ ألمانيا مقراً، ان العنف اندلع حين حاولت مجموعة ضخمة من الأويغور تنظيم احتجاج في هوتان صباح أمس، مشيراً الى صدام بين المتظاهرين والشرطة التي أطلقت النار. ولفت الى ان أكثر من مئة من الأويغور تجمعوا للتظاهر احتجاجاً على مصادرة أراضٍ للأويغور، وللمطالبة بمعلومات عن أقارب اختفوا خلال الحملة التي شنتها الشرطة بعد أحداث العام 2009. وأعلن ديلشات راشيت أن الشرطة «اعتقلت 13 شخصاً، فيما أُصيب شخص بجروح بالغة»، مضيفاً أن بين المجموعة نساء وطلاب. وحضّ الشرطة الصينية على «احترام المطالب السياسية للأويغور»، مشيراً الى القيود الدينية في هوتان وتجريد بعض السكان الأويغور من أراضيهم. وقال: «السكان لا يمكنهم تحمّل قمع السلطات بعد الآن». وهوتان تسكنها غالبية من الأويغور، ويقطنها أكثر من 115 ألأف شخص جنوب شينغيانغ، وتقع قرب الحدود مع باكستان. وتعزو السلطات الصينية التوتر والعنف في الاقليم، الى «انفصاليين» يشنون هجمات على الشرطة أو مراكز حكومية، ويعملون مع تنظيمات خارج الصين، بينها «القاعدة» أو ناشطون في آسيا الوسطى، لإقامة دولة مستلقة باسم «تركستان الشرقية». وتدافع بكين عن أسلوب تعاملها مع الأقليات، مؤكدة ان كلّ المجموعات العرقية تُعامل في شكل متساوٍ، وأنها أنفقت عشرات بلايين الدولارات في استثمارات ومساعدات، ما ساهم في رفع مستوى المعيشة. لكن الأويغور، وهم مسلمون يتحدثون التركية، يشكون من قيود تفرضها السلطات، على لغتهم وثقافتهم ودينهم. ويشكّل الأويغور الآن أقل من نصف عدد سكان شينغيانغ، بعد عقود على هجرة إتنية «الهان» الصينية، من أماكن أخرى في البلاد. ومنذ أحداث العام 2009، أعدمت السلطات تسعة أشخاص، اتهمتهم بالتحريض على العنف، كما اعتقلت وحاكمت مئات. وإقليم شينغيانغ الذي يشكّل سدس مساحة الصين، غني بالغاز والنفط والفحم، ويحدّ أفغانستانوباكستان والهند وآسيا الوسطى.