كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلنت وزارة الداخلية الافغانية أمس، سقوط مئة مقاتل بين قتيل وجريح وأسير خلال يوم واحد من عمليات مشتركة شنتها قوات الامن الافغانية و «الاطلسية». وجرت تلك العمليات السبت خصوصاً في جنوب البلاد وشرقها عند الحدود مع المناطق القبلية الباكستانية التي تعتبر قواعد «طالبان» الخلفية وأكبر معاقل تنظيم «القاعدة» في المنطقة. وتشهد افغانستان حالياً تصعيداً في هجمات المقاتلين الذي يشنون كل سنة خلال الربيع هجمات «موسم القتال» مع ذوبان الثلوج الذي يفتح المسالك الجبلية على طول الحدود مع باكستان. وحذر الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ظاهر عظيمي الاسبوع الماضي من انه «مع تغيير الفصول سنشهد معارك اكثر من الشتاء». وفي المجموع قتل 47 مقاتلاً وجرح 31 واسر 21 آخرون في 11 عملية استهدفت المتمردين الاسلاميين كما افادت وزارة الداخلية في بيان وتحدثت عن ضبط اسلحة خفيفة وثقيلة. وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية ان قوات الامن الافغانية كثفت عملياتها خلال الاسابيع الاخيرة مستهدفة خصوصاً قيادات المتمردين العسكرية. وأكد ان 47 «قائد مجموعة» او «قائداً متوسطاً» قتلوا منذ بداية السنة الافغانية الجديدة وأسر 155 آخرون معظمهم من رتب متوسطة. وأسفر انفجار عبوة يدوية الصنع زرعت على الطريق عن مقتل قائد شرطة واثنين من اعوانه في كابيسا (شمال شرق) امس، كما اضافت الوزارة. وأعلنت الخارجية الأفغانية ان «طالبان» شنت هجمات طاولت ولايات كابول ولوغار وننغرهار وباكتيا، فيما اشارت القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في أفغانستان (إيساف) ان الهجمات استهدفت سفارات أجنبية. ونقلت قناة «طلوع» الأفغانية عن الناطق باسم الخارجية صدّيق صديقي أن «ولايات كابول ولوغار وننغرهار وباكتيا شهدت هجمات ضخمة من قبل المتمردّين»، مضيفاً أن لا تقارير عن الخسائر بعد. وأعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الهجمات في الولايات الأربع. وقال المسؤول الأمني في محافظة بهسود في ولاية ننغرهار الشرقية نعمة الله إن سلسلة من التفجيرات وإطلاق النار سمعت في الولاية. وأشار إلى أن الهجوم الأول وقع قرب مقر فريق إعادة الإعمار الأميركي في الولاية، بعدما فجّر انتحاري نفسه أمام مدخل المبنى، وأنه لم يُعرف على الفور عدد الخسائر فيما تواصلت الإشتباكات في المكان. وفجّر انتحاريان مواد ناسفة قرب مطار جلال أباد في الولاية نفسها، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وجرح آخر، واعتقلت الشرطة انتحارياً ثالثاً كان ينوي تفجير نفسه في المكان. كابول أما في كابول، فدارت اشتباكات بين المسلحين والقوى الأمنية الأفغانية في ساحة زنبق. ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن مسؤولين أن انفجارين على الأقل وقعا بالقرب من البرلمان الأفغاني في شارع دار الأمان في كابول، وهاجم المسلحون السفارة الإيرانية القريبة. وقال الناطق باسم الخارجية الأفغانية إن القوى الأمنية طوقت مناطق الاشتباكات في العاصمة. وفي باكتيا، احتلت مجموعة من المسلحين مبنى حكومياً حيث اشتبكت مع القوى الأمنية. وأعلنت «إيساف» أن هجمات للمسلحين استهدفت السفارات الأميركية والألمانية والروسية وبعض المنشآت التابعة للقوة الدولية والحكومة الأفغانية. ونقلت قناة «طلوع» عن مصادر في السفارة الروسية أن مصرفاً بالقرب من مقرها تعرّض لهجوم مسلّح، وليس مبنى السفارة. وكان مسلّحون هاجموا أجزاء من البرلمان الأفغاني في العاصمة كابول، فيما هاجمت مجموعة أخرى منطقة قريبة من القصر الرئاسي والسفارة الأميركية هناك. ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن مصدر في الشرطة أنه في الوقت الذي اشتبكت فيه عناصرها مع مجموعة من المسلحين دخلوا فندق «كابول ستار» بالقرب من قاعدة ل «إيساف» في حي شار ناو في كابول، دهمت مجموعة أخرى من المسلحين مبنى قيد البناء مواجه لمبنى البرلمان وفتحت النار على أجزاء منه. وأشار المصدر إلى أنه لم يُصب أحد من أعضاء البرلمان والقوى الأمنية، فيما سعت الشرطة الى تطهير المبنى من المهاجمين. إلى ذلك، هاجمت مجموعة من المسلحين القوى الأمنية في ساحة زنبق قرب حي شار ناو، بالأسلحة الخفيفة والصواريخ، وهي ساحة قريبة للمبنى الرئاسي والسفارة الأميركية.