لقي طفل مصرعه، فيما تم إجلاء سكان هجرتي «الذيبية» و»النايفية» اللتين تبعدان (50 كم جنوبحفر الباطن) إثر اقتحام سيل «وادي الباطن» المنطقة مخلفاً أضراراً جسيمة، بعد هطول أمطار غزيرة أول من أمس، سال الوادي إثرها مقتحماً ما يقع في مجراه، فيما استنفرت جميع القطاعات الأمنية والصحية والبلدية لمواجهة الآثار المترتبة على فيضانات السيول. وقام الدفاع المدني في حفر الباطن، بإشراف مديره العقيد موسى الغيث، بإجلاء 40 أسرة في هجرة «الذيبية» و»النايفية» التي وصلت المياه إلى داخل بيوتهم، وقام بإيوائهم في المنطقة المعدة للإيواء (شقق مفروشة) بالتنسيق مع مندوب فرع وزارة المالية، وأحضرت آليات الدفاع المدني المخصصة لمواجهة أخطار السيول كالقوارب المطاطية والمعدات المتخصصة بفتح انسداد المخارج، فيما خُصص مكتب «الذيبية» للبلاغات، بالإضافة إلى شرطة «الذيبية» التي تواجد فيها مدير شرطة حفر الباطن العميد ضيف الله العتيبي. وكانت أولى الأضرار التي تم تسجيلها وفاة طفل (يبلغ من العمر سنة ونصف) غرقاً، كان أهله بالقرب من تجمع للسيول قبل أن يداهمهم السيل ويجرف الطفل، وبالرغم من محاولات الهلال الأحمر والدفاع المدني إنقاذه إلا أنه لقي حتفه. كما تسبب تزايد هطول الأمطار في ارتفاع عدد الحوادث المرورية، حيث سجلت إدارة المرور 10 حوادث داخل حفر الباطن، وفي الطرق المؤدية لها، كان أسوأها حادثة ذهبت ضحيتها سيدة وأصيب طفلاها، فيما تم نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات القريبة. وتلقى مستشفى الملك خالد العام، ومستشفى القوات المسلحة، ومستشفى القيصومة، وبعض المراكز عدداً من المصابين، كما أغلق مرور حفر الباطن الشوارع التي تسببت الأمطار في تعطل الحركة فيها، مع إبلاغ بلدية المحافظة لشفط المياه. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية، العقيد علي سعد القحطاني، أن الأمطار التي هطلت كانت بين متوسطة إلى غزيرة على هجرة «الذيبية» و»النايفية»، نتج عنها تعطل عدد من السيارات، ومداهمة مياه الأمطار بعض المرافق والمنازل في هجرة «الذيبية». مبيناً أنه تم إخلاء 40 أسرة وإيواؤها في المنطقة المعدة للإيواء (شقق مفروشة)، وبيَّن أنه تم تفعيل الخطة التنفيذية لإدارة الدفاع المدني لمواجهة أخطار الأمطار والسيول، وجرى استدعاء الجهات كافة ذات العلاقة لمواجهة أخطار السيول والأمطار، وتسيير آليات الإنقاذ والأطقم المائية (الزوارق) لمتابعة الموقع، والتدخل بحسب ما يقتضيه الموقف، بالتنسيق مع بلدية حفر الباطن، لتشغيل غرفة الطوارئ الخاصة بالسيول. فيما صرح مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن زبن الشمري بأن المسؤولين في تعليم حفر الباطن وقفوا على وضع المدارس في هجرة «الذيبية» التابعة لإدارة تعليم حفر الباطن، مبيناً أن وفداً من الإدارة وقف على سلامة المنشآت التعليمية والمرافق، بعد الأمطار والسيول الغزيرة التي هطلت على المنطقة. يُذكر أن أمطار غزيرة هطلت، أول من أمس، على محافظة حفر الباطن والقرى والهجر التابعة لها، وشملت الأمطار الجلت، والرقعي، والمراكز الحدودية، وهجرة النايفية، وهجرة ومركز الذيبية، وقاعدة الملك خالد العسكرية، وأم رقيبة، والأرطاوية، وأم الجماجم، والبطيحانية، وأجزاء كبيرة من الصمان، والصداوي، والسعيرة. واجتاحت مياه الأمطار بعض منازل هجرة «النايفية» التي تبعد (80 كم جنوبحفر الباطن) وقطعت الطريق المؤدي للهجرة، بينما قطعت الأمطار طريق أم عشر - سامودة والذي يقع في وادي الباطن مما أدى إلى توقف حركة المرور عليه. وقد كشفت الأمطار والسيول فوضى في البنية التحتية تعيشها محافظة حفر الباطن والهجر التابعة لها، وبالأخص «الذيبية» و»النايفية» التي تقع في مجرى الوادي تماماً، ما يجعل ناقوس الخطر يدق مع كل هطول غزيرٍ للأمطار، حيث سيكون الحال أسوأ والأضرار أكثر في حال زيادة معدل الأمطار. من جانبها حذرت الجهات الأمنية في المحافظة السائقين من مخاطر الطريق، وطالبتهم بتوخي الحذر على الطرق الخارجية نتيجة للأمطار، والابتعاد عن تجمعات السيول، خوفاً من حوادث الغرق وبخاصة الأطفال.