أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني الرائد عبد الله العرابي الحارثي أن الأمطار التي هطلت أمس على كل من نجران، القنفذة ،الليث، وجازان، نتج عنها سبعة وفيات، وثلاثة مفقودين، في حين تمكنت فرق الإنقاذ من تحرير ما يقارب 85 محتجزا في بطون الأودية. وقال الحارثي: "إن الدفاع المدني وعبر وسائل الإعلام يحذر من أخطار الأمطار والسيول إلى أننا ما زلنا نرى بعض المواطنين يجازفون بأنفسهم وأسرهم ومرافقيهم بتجاوزهم الأودية رغم منع رجال السلامة المتواجدين على ضفاف الأودية لهم وتحذيرهم من قوة السيل وعمق الاودية الا أنهم لا يعيرون تلك التحذيرات أي اهتمام". وشهدت المنطقة الجنوبية أمس، أمطار غزيرة حركت أوديتها وشعابها، ما تسبب في وفاة مواطنين بينهم إمراة وطفلها، فيما حررت فرق الدفاع المدني إحتجاز عشرات السيارات في بطون الأودية، خلافاً لشل الحركة المرورية في غالبية محافظات المنطقة. وجاءت هذه الحوادث بعد تسجيل وفاة ثلاثة شبان في وادي صيحان بالقرب من محافظة حبونا أمس، بعد أن علقت سيارتهم في منتصف الوادي ، ولم تفلح محاولاتهم في مقاومة قوة تدفق السيول التي شهدتها منطقة نجران، في حين تمكن رجال الدفاع المدني في المحافظة من إنقاذ أحدهم في الوادي ذاته. وكثفت فرق الإنقاد التابعة لإدارة الدفاع المدني في المحافظة، ودعم ما يقارب ألفي مواطن لتمشيط وادي حبونا للبحث عن الشبان الثلاثه المفقودين، وعثر عليهم بعد 12 ساعة من البحث، إذ نقلوا إلى ثلاجة الموتى في مستشفى حبونا العام. وقال المتحدث الإعلامي في صحة نجران صالح آل ذيبة: "إن قسم الطوارئ في مستشفى حبونا استقبل شابا يبلغ من العمر 23 عاماً على خلفية حادثة غرق نجا منها، وتعرض خلالها لرضوض متفرقه مصاحبة لصدمة نفسيه وجرى تنويمه لحين الاطمئان على حالته الصحية". وأوضح ل "عكاظ" شهود عيان أن الشبان الاربعه كانوا في طريقهم لمساعدة سيارة أخرى عالقة في الوادي، إلا أنهم علقوا ايضاً ولم يتمكن سوى شاب واحد من النجاة . من جهة أخرى أكد ل "عكاظ" المتحدث الرسمي للدفاع المدني في منطقة جازان النقيب يحيى القحطاني سقوط شاب يبلغ من العمر 16 عاماً أمس، في أحد حفريات إنشاء الكباري في وادي ملح بعد امتلائها بمياه الأمطار. وقال القحطاني: "إن غواصي الدفاع المدني انتشلوا جثة الشاب من اسفل الحفرية، ونقلت إلى مستشفى الطوال العام وإيداعها ثلاجة الموتى ". وشهدت محافظة أحد رفيده أمس، وفاة امرأة وطفلها فيما نجا زوجها أثناء محاولتهم عبور وادي تثليث بسيارتهم، إذ تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثة المرأة وطفلها على بعد 6 كيلو متر من موقع الحادث. وشهدت المحافظة وفاة مواطن وإصابة أربعة في حوادث مرورية ناتجة عن إنعدام الرؤية التي سببتها الأمطار الغزيرة، إضافة إلى تعطل السير في غالبية الشوارع والطرق لعدم وجود شبكات تصريف مياه الأمطار في المحافظة. كما دفعت الأمطار الغزيرة في محايل أبها إلى تحريك الأودية وجريانها، ما أدى إلى إتلاف بعض المزارع في قرية أخمرين، خلافاً لإحتجاز وادي ضمون لبعض السيارات التي استدعت تدخل آليات الدفاع المدني لإخراجهم من الوادي. وفتحت الأمطار المسار لوادي تية، ريمة، ولباخ، إضافة إلى تساقط الصخور في عقبة شعار على بعض السيارات القريبة منها، وشملت الأمطار محافظة محايل، بحر أبوسكينة، قنا، الريش، سحر ال عاصم، لتين، والختارش. وأوضح الناطق الاعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمد العاصمي أن سيول وادي صلالة في بحر أبوسكينة أحتجزت سيارة مواطن، تمكن رجال الدفاع المدني من إخراجها. إلى ذلك هطلت أمطار غزيرة أمس، على غالبية محافظات منطقة عسير، جاءت مصحوبة بالرياح الشديدة، ما تسبب في قطع التيار الكهرباء عن أحياء مدينة أبها لأكثر من ثلاث ساعات. وأكد ل "عكاظ" مصدر في شركة الكهرباء أن هطول الأمطار بغزارة على المنطقة تسبب في إصابة أحد المقسمات الرئيسية لصاعقة رعدية أدت إلى عطلها، وإنقطاع التيار على الكثير من منازل المنطقة. في حين شهدت المنطقة حوادث مرورية مختلفة، نتيجة لانعدام الرؤية الأفقية، الأمر الذي أنعش تجارة ملاك " السطحات" الخاصة بنقل السيارات المتضررة جراء الحوادث. كما هطلت الأمطار على محافظة المجاردة مصحوبة بزخات البرد، شملت قرى خوعة، مطراف، البدلة، و ختبه، إضافة إلى تسبب هذه الأمطار صخرية ادت إلى احتجاز مواطنين في بعض القرى جرى إنقاذهم. ودعت مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير بعدم المجازفة في السير داخل الأودية ومجاري السيول، وأخذ الحيطة والحذر، خصوصاً في المناطق التي تشهد فترات هطول امطار غزيرة تتحرك على أثرها الأودية والشعاب. وسجلت محافظة النماص ومراكز تنومه أمس حوادث مرورية متفرقة، ما دعا إلى تكثيف الفرق الأمنية لمساعدة قائدي السيارات وحمايتهم من انعدام الرؤية التي جاءت على خلفية الأمطار الغزيرة على المحافظة. وفي محافظة بيشة تسببت العواصف الهوائية والأمطار الغزيرة في تضرر المنازل وإنقطاع التيار الكهربائي وهدم بعض أسوار المباني في المحافظة التي استمرت لأكثر من 10 ساعات. من جهته أوضح ل "عكاظ" مدير بلدية الشقيق المكلف المهندس عمر المالكي أن قسم الخدمات استأجر أمس، معدات لسحب المياه من القرى والشوارع العامة فيما تم فتح قنوات لتصريف المياه المجمعة. وباشرت فرق الدفاع المدني وشرطة الشقيق حوادث متفرقة تتضمن احتجاز سيارات وشل الحركة المرورية على خلفية السيول المندفعة من وادي عرمرم، خصوصاً بعد إنحراف بعض السيارات الثقيلة والصغيرة عن الطريق بسبب دهم السيول للطرق والشوارع العامة. من جانب آخر غمرت مياه السيول مركز حرس الحدود بالحريضة ألحقت بعض التلفيات بالمبنى، و سيارات الأفراد فيما أتلفت ثمانية قوارب للصيادين، وأحتجزت عددا من المتنزهين على كورنيش الحريضة البحري. وأشار ل "عكاظ" مدير قطاع حرس الحدود العميد عبده سيد أن مياه السيول داهمت مبنى المركز وألحقت بعض الأضرار البسيطة، فيما تعرضت بعض السيارات الخاصة بالأفراد وقوارب الصيد إلى تلفيات. وقال سيد: "تم أخذ التوجيهات حيال ما تسببت فيه مياه السيول من جانب من مديرعام قائد حرس الحدود بعسير العميد محيي عطا الله العتيبيى الذي اشرف على الحادثة وجار اخذ الإجراءات حيال إصلاح التلفيات بالتنسيق مع البلدية والدفاع المدني خلال الساعات المقبلة" . إلى ذلك تابع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الأمطار الغزيرة والسيول والثلوج، التي شهدتها المنطقة أمس، للاطمئنان على حال المواطنين والمصطافين في المناطق السياحية، ووجه بتزويدهم بالنصائح والإرشادات ووسائل السلامة الواجب توافرها عند هطول الأمطار. وأوضح الناطق الاعلامي في الدفاع المدني في عسير الرائد محمد العاصمي أن الأمطار الغزيرة أدت إلى حدوث انهيارات صخرية على جوانب الطريق بعقبة ضلع، إضافة إلى احتجاز سيارة في سيل وادي صلالة في محايل، وتم استخراجها. وفي محافظة ظهران الجنوب نجح المواطنون في تحرير سيارة بداخلها عائلة احتجزتها سيول وادي الفيض قبل وصول فرق الدفاع المدني, كما شهد مركز الحريضة التابع لمحافظة رجال ألمع احتجاز مياه السيل لخمسة أشخاص داخل شاليهات في منتزه الحريضة تم استخراجهم من جانب الدفاع المدني، إضافة إلى إنقاذ سبعة أشخاص إحتجزهم وادي عرمرم . فالح الذبياني جدة أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أن أوضاع السياح وزوار المنطقة مطمئنة، ولم تسجل حوادث وفيات أو إصابات بين السياح إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة ومحافظاتها أمس. وبين أمير منطقة عسير أن السلطات الأمنية تنتشر على الطرق السريعة وعلى محاذاة بطون الأودية وتراقب حركة السياح وتنقلاتهم في مختلف المواقع لضمان أعلى درجات السلامة والأمان، كما تجرى متابعة الخدمات المقدمة لهم في الشقق المفروشة والفنادق والمنتجعات والقرى السياحية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأمطار التي شهدتها منطقة عسير أودت بحياة ثلاثة أشخاص من أبناء المنطقة في مركز الحرجة وتهامة. وزاد «كمية الأمطار التي هطلت خلفت أضرارا لكنها محدودة، كما انتشلت فرق الدفاع المدني مواطنين ومقيمين احتجزتهم السيول في أودية تيه وضمو في محايل عسير، وكذلك على طريق شعار والمخاضة». وشدد الأمير فيصل بن خالد أن جميع القطاعات ذات العلاقة وفي مقدمتها فرق الدفاع المدني تستنفر أعمالها وتسير عشرات الدوريات على الطرق السريعة وإلى جوار الأودية والسدود تحسبا لأي طارئ، كما تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين على مستوى عال، مؤكداً أنه يتابع لحظة بلحظة التقارير التي ترفعها الجهات ذات العلاقة، ويتم اتخاذ ما يلزم حيالها. وحول تعويض المتضررين من السيول أكد أمير منطقة عسير أن التعليمات واضحة في هذا الشأن والدفاع المدني لديه آلية لحصر الأضرار وتعويض المتضررين وسيتم متابعة هذا الأمر مؤكدا أن هذا الأمر سابق لأوانه، وتوقع أن تشهد المنطقة خلال الأيام المقبلة تدفق أعداد إضافية من السياح والزائرين للاستمتاع بمناظر الضباب والثلوج التي تعلو جبل السودة إضافة إلى المناظر الجذابة في المنطقة، وخلص إلى القول: «مع موسم هطول الأمطار يزيد إقبال السياح على المنطقة». محمد الساعد تبوك أوضح ل«عكاظ» المدير الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة في منطقة تبوك محيا العتيبي، بأن موجة الحر الشديدة التي دهمت المنطقة ستستمر لأيام عدة متجاوزة ال45 درجة مئوية، إذ بلغت أمس الأول 46 درجة مئوية، ما وصفها بالأعلى على مدى عشرة أعوام. وقال العتيبي: «إن المنطقة ستسودها رياح شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح بين 15 40 كم في الساعة، وتصل إلى 50 كم في الساعة على الجزءين الشمالي والأوسط، فيما تكون حالة البحر من خفيف إلى متوسط بشكل عام، وقد يصل ارتفاع الموج من متر إلى مترين وأعلى نسبة رطوبة متوقعة 35 في المائة». وأضاف المدير الإقليمي للأرصاد أن ال21 من يونيو يسجل تساقط أشعة الشمس عموديا على مدار السرطان؛ إيذانا ببدء فصل الصيف مناخيا في نصف الكرة الشمالي، حيث إن هذا الخط يتواجد على أواسط المملكة وتؤدي الأشعة الشمسية الساقطة إلى ارتفاع درجات الحرارة على معظم المناطق. وأكد العتيبي أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة، من شأنه خفض معدل الضغط الجوي ونشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بامتدادات منخفض الهند الموسمي الذي يمتد شمالا وغربا حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط.