انعكس إعلان وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية أمس ارتفاع عدد السكان من 29 مليون شخص إلى 31.6 مليون، بزيادة 2.6 مليون شخص خلال سنتين فقط، خوفاً عند بعض المختصين الذين اعتبروا الأرقام جرس إنذار يتوجب على الجهات المعنية التعامل معه. وبينت الوزارة في تقرير أصدرته «اللجنة الوطنية للسياسات السكانية» حول نتائج التعداد السكاني بدعم من صندوق الأممالمتحدة، أن 69 في المئة من السكان يعيشون في الحضر وأن 4.7 مليون أسرة تسكن في 4.8 مليون مبنى بمعدل 6.7 شخص في الأسرة الواحدة و7.7 في المئة من الأسر ترأسها نساء. وتوقف الخبراء عند أرقام أخرى تتعلق بالتوزيع السكاني والحالة الاجتماعية تبيّن أن سكان بغداد يشكلون ربع سكان العراق على رغم أن مساحتها لا تشكل سوى واحد في المئة فقط من مساحة البلد، فيما تشكل مساحة كل من محافظات النجف والمثنى والأنبار نصف مساحة العراق، لكن عدد سكانها مجتمعة لا تشكل سوى 11 في المئة من إجمالي عدد السكان. وبيّن التقرير ان معدلات الخصوبة مرتفعة جداً إذ بلغت 4.3 مولود وهو الرقم الأعلى عربياً وعالمياً، وكما أظهر التقرير ان 84 امرأة تلقى حتفها بسبب الحمل أو إثناء الولادة من بين كل 100 ألف ولادة، وأن خمسة في المئة من النساء المتزوجات حالياً تزوجن وسنهنّ اقل من 15 سنة و22 في المئة تزوجن وهنّ دون 18 سنة. وأوضح الناطق باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي ل «الحياة» أن الوزارة أخذت على عاتقها تشكيل «اللجنة الوطنية للسياسات السكانية» التي رسمت سياسات في مجال خفض معدلات وفيات الأمهات وخفض وفيات الأطفال الرضع الى جانب سياسات في مجالي الخصوبة والنمو السكاني. وبينت المستشارة في مجلس الوزراء والخبيرة في مجال التنمية السكانية سلام سميسم ان العالم يعاني مشكلة تزايد حجم السكان مقابل محدودية مصادر الغذاء، وأشارت الى ان الدول تتسابق لحل هذه الإشكالية أو تنظيمها في شكل مدروس. ولفتت الى إن هنالك جهات في العراق تعنى بهذا القطاع، وعليها دراسة حجم الزيادات السكانية وكيفية إيجاد زيادة في الموارد. وقالت «الذي نراه هو إن العراق أصلاً يعاني من مشاكل تتعلق بالأمن الغذائي وهناك خمسة في المئة من الأراضي الزراعية العراقية تتصحر كل عام الى جانب مشكلة المياه، وتراجع مساهمة القطاع الزراعي واعتمادنا على الغذاء من التجارة الخارجية بنسبة 90 في المئة». لكن عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية نورة البجاري كان لها رأي مغاير فاعتبرت زيادة معدلات الخصوبة أمراً إيجابياً وبخاصة فيما يتعلق بالفئة العمرية للبلد ككل. وقالت ل «الحياة»: «العراق يعد من البلدان الشابة بسبب أن ما نسبته 68 في المئة من السكان هم بأعمار شابة بعكس دول أخرى تعاني من انخفاض هذه النسب ومنها اليابان ودول أوروبا». وأوضحت ان عدد العراقيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة لا يتجاوز 1.2 مليون والسبب يعود إلى كثرة الإمراض ومشاكل تقديم الرعاية الصحية.