نيروبي، الخرطوم - رويترز، أ ف ب - قال جنوب السودان أمس الجمعة إنه قد يسحب قواته من حقل هجليج النفطي الذي استولى عليه الثلثاء الماضي في نزاع حدودي مع السودان، في حال نشرت الأممالمتحدة قوات محايدة في المنطقة. وجاء في بيان رئاسي وزعته سفارة جنوب السودان في نيروبي: «يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأممالمتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل في المنطقة إلى حين التوصل إلى تسوية بين الطرفين». وجاء موقف حكومة جوبا في ظل انخفاض حدة المعارك على الحدود، بحسب مسؤول جنوبي، وذلك بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة حول منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط والتي أثارت مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين البلدين الجارين. وقال وزير الإعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان: «تبدو الأمور هادئة حتى الآن، ولم ترد تقارير عن عمليات قصف». وأضاف من مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة: «لا نزال نراقب الأجواء تحسباً لوقوع هجمات جديدة». وتبادل الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الاتهامات بشأن القتال. وتوعدت الخرطوم بالرد «بكل السبل» ضد الهجوم الذي قالت إن قوات جنوب السودان قد شنته ضدها، إلا أن الناطق باسم جيش الخرطوم الصوارمي خالد سعد قال إن الهجوم المضاد لم يبدأ بعد. وأثارت الاشتباكات العنيفة التي تعد الاسوأ منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في تموز (يوليو) الماضي بعد اطول حرب اهلية تشهدها افريقيا، مخاوف من اقتراب البلدين العدوين السابقين من العودة الى الحرب الشاملة. ويُعد استيلاء قوات جنوب السودان على منطقة هجليج نكسة اقتصادية للخرطوم نظراً إلى أنها تحتوي على نحو نصف انتاجها من النفط الخام. كما تعد هزيمة جيش الخرطوم في مواجهة جيش جنوب السودان صفعة قوية لكرامة جيش الخرطوم. وأعلنت جوبا أول من أمس رفضها الانسحاب من هجليج إلا بعد تلبية شروط من بينها انسحاب الخرطوم من منطقة أبيي المجاورة التي تحتلها، والتي يتنازع الطرفان على ملكيتها. وقال سلفاكير في كلمة أمام البرلمان الخميس إن البشير «اعلن الحرب الشاملة» على جمهورية جنوب السودان، بينما قال البشير إن حكّام جنوب السودان اختاروا «طريق الحرب تنفيذاً لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم اثناء الحرب الأهلية». وطالب مجلس الأمن الدولي والاتحاد الافريقي بسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية. كما اعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني الخميس عن قلقهم بشان الاشتباكات بين البلدين ودعوهما الى ممارسة «اقصى درجات ضبط النفس» وحماية المدنيين.