تحولت المناوشات العسكرية بين السودان وجنوب السودان إلى حرب مفتوحة بين البلدين. واقترب الجيش السوداني أمس من استعادة منطقة هجليج النفطية في ولاية جنوب كردفان بعد يوم من سيطرة الجيش الجنوبي عليها. وتوعدت الخرطوم برد قاس على جوبا وحملتها مسؤولية ما يجري، فيما اعرب الاتحاد الافريقي وواشنطن عن «قلق عميق» من التصعيد. ودعا الاول جنوب السودان إلى الانسحاب من هجليج. وقال مسؤول رئاسي في الخرطوم ل «الحياة» إن حكومته «تلقت تقارير استخباراتية عن تخطيط دولة الجنوب لإطاحة نظام الحكم في البلاد عبر خنقه اقتصادياً»، موضحاً أن «جوبا أوقفت انتاج النفط وضخه عبر الشمال ثم استولت على مواقع حقول النفط الرئيسة بمساعدة أطراف خارجية ومرتزقة». وأكد أن حكومته «سترد على الدولة التي لا تزال تحبو من حيث لا تحتسب وليتوقعوا مفاجآت». ونفذ الجيش السوداني أمس حملة عسكرية كبرى شاركت فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة. وعلمت «الحياة» ان الرئيس عمر البشير أشرف بنفسه على غرفة عمليات الجيش في مقر قيادته في الخرطوم لاستعادة منطقة هجليج التي توجد فيها حقول النفط الرئيسية المسؤولة عن نحو 70 في المئة من انتاج البلاد. وقرر البرلمان السوداني إعلان التعبئة العامة لمجابهة الوضع الأمني الراهن، ووقف التفاوض مع دولة الجنوب وسحب الوفد المفاوض من أديس أبابا. وأكد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين الذي وصل إلى مقر البرلمان يرتدي زياً عسكرياً يستخدمه الجيش في مناطق العمليات قدرة قواته على «السيطرة على الأوضاع والمحافظة على استقرار البلاد ومكتسبات الأمة». وأعلن نائب الرئيس الحاج آدم يوسف «نفرة كبرى» وعملية عسكرية رداً على هجوم الجيش الجنوبي على منطقة هجليج النفطية، مؤكداً أن «الأمر بات مسؤولية الدولة وستلقن الأعداء درساً لن ينسوه». ودعا إلى تسيير لواء ردع إلى هجليج، مشدداً على أنه «لا تفاوض مع دولة الجنوب». واعتبر أن «الأمر أصبح مسؤولية الدولة لحماية حدودها والدولة ستتحمل مسؤولياتها وتلقن الأعداء درساً لن ينسونه طوال حياتهم». وفي جوبا، دعا رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايغا شعب الجنوب إلى الاستعداد من أجل الدفاع عن نفسه إذا ما سعى السودان «فعلاً الى الحرب»، داعياً النواب إلى تعبئة السكان في الدولة الوليدة. وقال إن «الخرطوم يمكن ان تسعى إلى حرب حقيقية وإذا لم تدافعوا عن أنفسكم، سيتم القضاء عليكم، لذلك يتعين عليكم تعبئة الشعب ميدانياً ليكون على أهبة الاستعداد». واعترفت جوبا بأن قواتها تقدمت إلى هجليج «رداً على الهجمات الجوية والبرية التي شنتها القوات السودانية» في الاشتباكات العنيفة التي اندلعت قبل أسبوعين ووصفت بأنها الأسوأ منذ انفصال جنوب السودان في تموز (يوليو) الماضي. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغواير إن قواته ردت على هجمات شنتها القوات السودانية، فيما أقر الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد بأن «الجنود الجنوبيين دخلوا عصر الثلثاء مدينة هجليج وسيطرو على حقل النفط وطردوا القوات السودانية من المنطقة». وأعرب الاتحاد الأفريقي أمس عن «قلقه العميق» من «تصعيد» المعارك بين البلدين، ودعا جوبا إلى الانسحاب «فوراً» من هجليج. وطالب الطرفين في بيان ب «ضبط النفس واحترام وحدة اراضي الدولة الأخرى».