مرت ثلاثة أعوام على القرار القاضي بمكافحة ظاهرة انتشار الخيول والدراجات النارية (الدبابات) في كورنيشي جدة الشمالي والجنوبي، ولكن بقيت الحال على ذاتها. وتحولت من ظاهرة تتسبب في تلوث بيئي وضوضاء للمتنزهين على الشواطئ إلى سمة من سمات الكورنيش «الجداوي»، وشاخصة أمام العيان. ويتمثل مكمن الخطورة في أن من يدير هذه الأنشطة الرابحة مجموعة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، والعاملين من دون تراخيص من الجهات المسؤولة. وعلى رغم اعتراف سكان جدة من مواطنين ومقيمين بخطورتها في ظل إدارتها من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، بيد أن الواقع يشير إلى أهمية وجود وسائل ترفيهية. ويطالب مواطنون بتوفير أنشطة ترفيهية متمثلة في ركوب الخيل والدراجات النارية على كورنيش جدة في إطار تنظيمي وإشرافي ملائم في المواقع التي تمنع منها حالياً، وقطع المجال أمام المخالفين الذين يستخدمون طرقاً مبتكرة للاختباء عن أعين الجهات الملاحقة لهم. فيما يشكو آخرون من ازدياد جرأة أصحاب الخيول والدبابات في الآونة الأخيرة، إذ أصبحوا يقتحمون الجلسات العائلية على الشاطئ الرملي أو الرصيف المحاذي بسرعة متهورة بهدف إغواء صغار السن بركوبها، وعدم توافر وسائل سلامة تضمن في حال وقوع حوادث بمعالجة المتضرر. وتتخذ الدوريات الأمنية الموجودة في الكورنيش موقع الصامت أمام هذه الظاهرة لأسباب عدة، أبرزها أن جهات أخرى معنية بمكافحة هذا النشاط، إضافة إلى كثرة مؤجري الخيول والدبابات. وما بين اتهامات بالتقصير وتأكيد بالمراقبة والمتابعة تظل المسألة على حالها منذ سنوات، وسط محاولات بالتنظيم لكن دون أن يشعر بها المتنزه. «الوتيرة خفت ولكنها لا زالت قائمة»... بهذه العبارات استهل سامي عبدالله بانقيطة أحد سكان جدة والمتنزهين في كورنيش جدة حديثه عن ظاهرة انتشار الخيول والدراجات النارية. ويقول بانقيطة إن الظاهرة تختفي وتعود في بعض مواقع الكورنيش، وبحسب الوجود الأمني والرقابة، موضحاً أن هذه الظاهرة لا تعد «سمة فخر» لأهالي جدة بسبب ما تنشره من روائح كريهة في الكورنيش. وأضاف «في إحدى المرات استوقفت دورية أمنية عقب أن ضقت ذرعاً من روائح الخيول والدبابات التي تقتحم خصوصيات المتنزهين، وتشكل خطراً حقيقياً على الأطفال وتهديداً أمنياً حقيقياً، لكني فوجئت بعد تفاعل أفراد الدورية الأمنية مع بلاغي في البداية، انسحابهم بعد فترة قصيرة من الوقت من المكان الواقع في الكورنيش الشمالي، ليعود من جديد أصحاب الخيول والدبابات».