شنغهاي، سيول، واشنطن - رويترز، يو بي أي - مارست الصين ضغطاً علنياً نادراً على حليفتها كوريا الشمالية بسبب عزمها إطلاق صاروخ بعيد المدى الشهر المقبل، ما يثير توتراً في المنطقة وربما يحبط صفقة معونة أبرمت أخيراً مع الولاياتالمتحدة. وأعربت بكين عن قلقها من هذه الخطوة التي أثارت موجة إنتقادات دولية، وسرعان ما أحبطت آمالاً إنتعشت في شأن إستعداد القيادة الشابةالجديدة للأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية لإنفتاح أكبر على المجتمع الدولي. ويعتقد خبراء إن الإطلاق المزمع من الواضح أنه اختبار لصاروخ باليستي، وهو ما يحظره قرار الأممالمتحدة إلا أنه يتفق مع الديبلوماسية التي تتبناها بيونغيانغ منذ فترة طويلة، وهي اللجوء لتهديد أمن المنطقة كوسيلة ضغط للحصول على تنازلات من المجتمع الدولي لاسيما الولاياتالمتحدة. وهي تستغل لتعزيز مكانة زعيم كوريا الشمالية الشاب الجديد كيم جونغ أون الذي تولى مقاليد الحكم خلفاً لوالده الذي توفي في أواخر العام الماضي. وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» ان نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ تشي جون أبدى قلقه في أجتماع مع سفير كوريا الشمالية لدى بكين جي جاي ريونغ أول من أمس. ونقلت شينخوا أمس عن تشانغ قوله: «كلنا أمل أن تتحلى الأطراف المعنية بالهدوء وضبط النفس وتفادي تصعيد التوتر الذي ربما يقود لوضع أكثر تعقيداً». وأحجم تشانغ عن إدانة الإطلاق المزمع، إلا أنه نادراً ما تمارس بكين ضغطاً علنياً على الشمال الذي يعاني من عزلة ويعتمد بقاؤه الإقتصادي إلى حد كبير على دعم الصين الجارة العملاقة. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الإعلان بأنه مستفز للغاية، وطلبت من بيونغيانغ احترام تعهداتها بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التي تحظّر تجارب الصواريخ الباليستية. وأعلنت سيول وواشنطن أن إطلاق قمر إصطناعي باستخدام صاروخ طويل المدى سينتهك الاتفاق الذي وقعته بيونغيانغ الشهر الماضي في شأن تعليق النشاط النووي وتخصيب اليورانيوم وإطلاق صواريخ طويلة المدى ومن ثم يعرّض للخطر خطط أميركا لاستئناف تقديم المعونات الغذائية لكوريا الشمالية. كما أعربت روسيا عن قلقها. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولد: «نحن نسعى لعدم ربط المساعدات الغذائية بأي من المسائل الأخرى المتعلقة بالسياسة، ونرغب في مساعدة الشعب الكوري الشمالي خصوصاً أولئك الذين أهملهم النظام». لكنها زادت أن إطلاق صاروخ بعيد المدى «قد يبطل اتفاقنا، ويؤدي إلى التشكيك بصدقية الإلتزامات التي تعهدت بها لنا كوريا الشمالية عموماً، لاسيما الاتفاق الذي توصلنا إليه في ما يتعلّق بالمساعدات الغذائية» إضافة إلى التأكد من أنها ستصل إلى المحتاجين وليس إلى النخبة الحاكمة. وحذّرت: «إن نفذوا عملية الإطلاق، سيكون من الصعب جداً تخيّل أن نتقدم إلى الأمام مع هذا النظام الذي لا نثق بكلماته»، والذي إنتهك إلتزاماته الدولية. وكانت كوريا الشمالية أعلنت أول من أمس، أنها ستطلق الشهر المقبل «قمراً إصطناعياً» مصنّع محلياً لمراقبة الأرض، احتفالاً بالذكرى المئوية لعيد ميلاد مؤسسها كيم إيل سونغ الذي يصادف يوم 15 نيسان (أبريل). وقال الناطق باسم اللجنة الكورية الشمالية لتقنية الفضاء في بيان إن القمر الصناعي «كوانغ ميونغ سونغ –3»، الذي سيوضع في المدار القطبي لمراقبة كوكب الأرض، سيطلق نحو الجنوب من منصة إطلاق الصواريخ في بلدة تشول سان، أقليم بيونغ- آن الشمالي ما بين 12- 16 نيسان على متن صاروخ «أونها – 3».