قُتل 13 مدنياً بينهم طفلان، في شرق أوكرانيا أمس حيث حالت معارك عنيفة مع الانفصاليين الموالين لروسيا، دون وصول شرطيين دوليين لمعاينة موقع تحطّم طائرة الركاب الماليزية التي أُسقطت قبل 10 أيام. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 13 مدنياً «بينهم طفل عمره سنة وآخر عمره 5 سنوات»، في معارك في غورليفكا، Hحد معاقل الانفصاليين على بعد 45 كيلومتراً شمال دونيتسك شرق البلاد. وذكرت الحكومة الأوكرانية أن قواتها تتقدّم نحو موقع الكارثة، لتحريره من قبضة الانفصاليين الذين عرقلوا عمل المراقبين الدوليين والذين تتهمهم كييف بالعبث في الأدلة التي تشير إلى مصدر إطلاق النار، علماً أن مراقبين دوليين ينبّهون إلى أن القتال قد يؤثر في موقع تحطّم الطائرة التي كانت تقلّ 298 شخصاً، بينهم 193 هولندياً و43 ماليزياً و28 أسترالياً. وقال أندري ليسينكو، الناطق باسم مجلس الأمن القومي في أوكرانيا: «كل قواتنا تستهدف الوصول إلى هناك وتحرير هذه الأرض، لنضمن قدرة الخبراء الدوليين على إجراء تحقيق في شأن الموقع بنسبة 100 في المئة، والحصول على كل الأدلة المطلوبة لاستنتاج السبب الحقيقي للمأساة». وأشار إلى أن القوات الحكومية تتقدّم شرقاً من بلدة ماكيفكا نحو بلدة شاختارسك قرب موقع تحطّم الطائرة، لافتاً إلى أنها «حررت ثلثَي الأرض». وفي دونيتسك، تحدث ألكسندر هاغ، نائب رئيس بعثة المراقبة في أوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن «معارك مستمرة»، مضيفاً: «لا يمكننا أن نجازف. الوضع الأمني على الطريق إلى الموقع وفيه، ليس مقبولاً للقيام بمهمة مراقبة غير مسلحة». وأشار إلى أن الشرطيين سيعاينون الموقع اليوم. لكن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين اتهم «إرهابيين» بمنع المحققين الدوليين من الوصول إلى الموقع، «مدّعين أن الجيش الأوكراني يخوض قتالاً في مكان قريب». واعتبر الأمر «حجة واهية»، مؤكداً التزام كييف «وقفاً أحادياً للنار في إطار منطقة عرضها 40 كيلومتراً». وكانت السلطات الهولندية أعلنت أن مجموعة تضم 30 خبيراً هولندياً في الطب الشرعي ستزور أمس موقع تحطّم الطائرة الماليزية، فيما أعلنت استراليا أن «عدداً» من الشرطيين المسلحين سيتوجهون هذا الأسبوع إلى الموقع، لحماية المحققين وإتاحة التحقّق من التفاصيل ونقل بقايا الضحايا». وكان رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أعلن توصله إلى اتفاق مع زعيم انفصاليّي شرق أوكرانيا ألكسندر بوروداي ل»تأمين حماية للمحققين الدوليين» من الدول الثلاث المتضررة من الحادث، وهي ماليزياوأسترالياوهولندا، للعثور على بقية الرفات وتأكيد سبب تحطّم الطائرة. وأبدى «قلقاً شديداً» لأن «المحققين الدوليين لم يتمكنوا من الانتشار في موقع تحطّم الطائرة، بسبب الوضع الأمني الهش»، معرباً عن أمله بأن «يضمن الاتفاق مع بوروداي الأمن على الأرض ليتمكن المحققون الدوليون من القيام بعملهم». أما رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت فأعلن أن قوة شرطة غير مسلحة تقودها هولندا وتضمّ حوالى 49 فرداً ستعاين موقع تحطّم الطائرة. وأضاف أن القوة التي تضمّ 11 أسترالياً ستبقى هناك «حتى إنجاز مهمة مكتملة»، لكنه توقع ألا تزيد المدة على 3 أسابيع. وكان مسؤول في الاستخبارات الروسية ذكر أن أكثر من 40 جندياً أوكرانياً انشقوا وغادروا وحداتهم العسكرية متوجهين إلى جنوبروسيا، لأنهم «يرفضون القتال ضد شعبهم». رمضان قديروف في غضون ذلك، أعلن رمضان قديروف، زعيم جمهورية الشيشان المدعوم من الكرملين والذي فُرِضت عليه عقوبات بسب دعمه موسكو في النزاع الأوكراني، انه سيفرض على الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، حظراً على دخول الشيشان ويجمّد أي حسابات مصرفية لهم. وكتب على موقع «إنستغرام» أن «العالم كله شهد مأساة الشعوب الليبية والسورية والعراقية والأفغانية، إضافة إلى الشعب الأوكراني أخيراً»، وزاد: «المدنيون يُقتلون في هذه البلدان وتُدمّر المدن وتتعرّض الروابط الدينية للتفكّك، بحجة تصدير الديموقراطية. يتحمّل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي المسؤولية المباشرة عن كل ما يحدث».