في رد على تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شريط فيديو بثه الكرملين أمس، العمل لإيجاد حل سياسي لأزمة أوكرانيا ودعوته لضمان وصول المحققين الدوليين إلى مكان تحطم طائرة «بوينغ 777» الماليزية شرق أوكرانيا الخميس الماضي، ما أدى إلى مقتل ركابها ال298، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تصريحات نظيره الروسي «لم تصحبها أفعال على صعيد الضغط على الانفصاليين ووقف دعمهم، والسماح للمفتشين الدوليين بدخول موقع الكارثة بلا عراقيل». (للمزيد) وتابع: «تستحق عائلات الضحايا استعادة جثامين أبنائها، ونسأل ماذا يخفي الانفصاليون عبر محاولتهم احتجاز القتلى ونزع الأدلة من مكان سقوط الطائرة». وأشار إلى أن «قيادات محورية للانفصاليين هي من روسيا، التي ستواجه عزلة وثمناً أكبر إذا أضحى الانفصاليون أكثر خطراً، علماً بأننا لا نزال نفضل الحل الديبلوماسي». واثر معاينة خمسة محققين هولنديين جثث 251 قتيلاً وضعت في عربات تبريد بمحطة قطارات بلدة توريز القريبة من موقع الكارثة، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن بلاده تريد نقل القطارات إلى مدينة خاركيف المجاورة الخاضعة لسيطرة كييف. لكن أندريه بورغين، «مساعد رئيس الوزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية ألكسندر بوروداي، صرح بأن «الجثث لن تنقل إلى خاركيف إلا بعد أن يفحصها الخبراء الدوليون في توريز». في نيويورك، رجح ديبلوماسيون تبني مجلس الأمن مشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حادث الطائرة الماليزية، في جلسة كانت مقررة مساء أمس، وأن تسمح روسيا بصدور المشروع «بعدما أدخلت تعديلات على مسوّدته التي اقترحتها استراليا، وشاركت في مناقشته». ويشدد المشروع على «ضرورة السماح بوصول لجنة التحقيق ومراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وممثلي المنظمات الدولية المعنية إلى موقع تحطم الطائرة، وعدم عرقلة التحقيق»، ويطلب من «كل المجموعات المسلحة التي تسيطر على الموقع والمناطق المحيطة به الامتناع عن أي عمل قد يؤثر على سلامة الموقع أو تدمير حطام الطائرة أو نقله أو تشويهه، أو المس بجثث الضحايا، التي يجب أن تعامل باحترام وكرامة ومهنية». كما يطلب «وقف كل الأعمال العسكرية فوراً، وضمان سلامة التحقيق الدولي وأمنه». وفيما جدد بوتين في كلمته تحميل كييف مسؤولية كارثة الطائرة الماليزية، التي اعتبر أنها «لم تكن لتحصل لولا استئناف المعارك في 28 حزيران (يونيو) الماضي»، محذراً مما وصفه محاولات «استغلال المأساة لغايات سياسية أنانية»، أعلن الجنرال في الجيش الروسي أندريه كارتابولوف أن مقاتلة أوكرانية من طراز «سوخوي 25» تواجدت على مسافة تبعد بين 3 و5 كيلومترات من الطائرة الماليزية قبل تحطمها. وقال الجنرال الروسي في مؤتمر صحافي: «رصدت راداراتنا صعود المقاتلة الأوكرانية التي تستطيع التحليق على ارتفاع 10 آلاف متر والمزودة صواريخ جو- جو في اتجاه الطائرة الماليزية، واقترابها منها. ثم انخفضت سرعة الطائرة في شكل كبير واختفت عن الشاشة». وأشار الجنرال إلى تمركز صواريخ ارض - جو للقوات الأوكرانية تستطيع إسقاط هدف على مسافة 35 كيلومتراً قرب دونيتسك يوم الكارثة، وسأل: «لماذا تواجدت هذه القوات الأوكرانية في هذا المكان، وضد من وجهت الأسلحة المضادة للطيران، في حين يعلم الجميع أن المقاتلين (الانفصاليين) ليس لديهم طيران». ونفى الجنرال تزويد روسيا المتمردين أنظمة صواريخ من طراز «بوك» التي يشتبه في أنها أسقطت الطائرة، كما تتهم كييف وواشنطن. وفي مقابل لهجة بوتين المخففة، شن رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك هجوماً عنيفاً، وقال «على بوتين أن يدرك أنه تمادى كثيراً». وزاد: «لا أنتظر شيئاً من موسكو، التي أمدت المقاتلين بالسلاح وأمعنت في تدخلها»، معتبراً أن الصراع «ليس بين روسياوأوكرانيا بل غدا نزاعاً دولياً». وفي مكان غير بعيد من موقع الكارثة، استهدف قصف مدفعي مكثف محطة القطارات في دونيتسك. وقال قادة انفصاليون أن وحدات الجيش الأوكراني حاولت اقتحام المدينة قادمة من المطار. لكن الناطق باسم مجلس الأمن الأوكراني أندريه ليسينكو أكد أن الجيش «ليس مسؤولاً عن أي تفجير وسط دونيتسك، إذ ينحصر نشاطه في تطهير الطرق نحو المدينة من نقاط تفتيش الإرهابيين».