عرضت كييف أمس، تسليم هولندا التي فقدت 193 من مواطنيها من أصل 298 راكباً كانوا على متن الطائرة الماليزية التي تحطمت بصاروخ روسي على الارجح شرق اوكرانيا الخميس الماضي، مهمة تنسيق التحقيق الدولي. وقال رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك: «نحن مستعدون لإرسال كل الجثث الى امستردام لتشريحها وتوفير كل الخبرات المستقلة اللازمة. وعاين خمسة محققين هولنديين جثث 251 من اصل 272 ضحية عثر عليها ونقلت الى محطة القطارات في بلدة توريز القريبة من موقع الكارثة. وفتح المحققون الذين وضعوا اقنعة على وجوههم يرافقهم ممثلون من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، خمس عربات قطار يفترض انها مبردة، وانبعثت منها روائح جثث متحللة سببت غثياناً لأشخاص بينهم متمردون رافقوا الخبراء. وقال مدير البعثة الخبير في الطب الشرعي الهولندي بيتر فيا فيليت، وسط 50 مسلحاً: «الجثث محفوظة في شكل جيد، ويجب ان يتحرك القطار اليوم، ويخرج من منطقة الانفصاليين كي نستطيع اجراء التحليلات اللازمة، وهو ما يستحيل تنفيذه تقنياً هنا». وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو أمر خلال زيارته السفارة الماليزية في كييف، الجيش بوقف عملياته في شعاع يمتد 40 كيلومتراً حول موقع الكارثة، علماً ان الوضع لم يهدأ في دونيتسك إذ سجل قصف مدفعي مكثف قبل الظهر في منطقة محطة القطارات غير البعيدة من منطقة تحطم الطائرة. وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ان بلاده تريد نقل القطارات الى مناطق تسيطر عليها اوكرانيا، وأفضلها مدينة خاركيف المجاورة. لكن اندريه بورغين، «مساعد رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية الكسندر بوروداي، صرح بأن «الجثث لن تنقل الى خاركيف الا بعد ان يفحصها الخبراء الدوليون في توريز». ووصل خبيران ألمانيان في حوادث الطائرات الى كييف تمهيداً لتوجههما الى موقع تحطم الطائرة الماليزية، فيما توجه فريق خبراء ماليزي الى كييف ليل اول من امس. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا اعلنوا انهم سيضمنون امن المحققين الدوليين في موقع تحطم الطائرة اذا وافقت كييف على هدنة. لكن الأخيرة قالت انها لا تستطيع ضمان أمن الخبراء الدوليين في الموقع. في بريطانيا، حذرت السلطات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الاقتصاد الروسي قد يتعرض لعقوبات تفرض على قطاعات كاملة اذا لم تسمح موسكو بالوصول الى موقع سقوط الطائرة الماليزية، وتوقفت عن تأجيج الاوضاع في اوكرانيا. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون: «يجب أن نبحث في الفترة المقبلة اجراءات تستهدف قطاعات من الفئة الثالثة. اذا لم تتخذ روسيا خطوات توفر رداً سريعاً على تحطم الطائرة، وأخرى تتعلق مباشرة باستقرار شرق أوكرانيا، حينها سنطالب بالمضي قدماً في العقوبات، وهو ما قد يحصل خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم. وأشار الناطق الى ان بريطانيا تضغط أيضاً من أجل التطبيق الفوري لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على أفراد وكيانات في روسيا. ورجحت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء ان يحض كامرون الاتحاد الأوروبي على تصعيد العقوبات الحالية ضد روسيا، وحظر تصدير معدات دفاعية اليها. وصرح وزير المال البريطاني جورج أوزبورن بأن بلاده مستعدة لتحمل أي أضرار اقتصادية قد تنتج من زيادة العقوبات على روسيا الممول الأكبر لدول الاتحاد الأوروبي بالطاقة، وقال: «إذا فكرنا في الأضرار الاقتصادية فإن السماح بتجاهل الحدود الدولية والسماح باسقاط طائرات مدنية قد يسبب أضراراً اقتصادية أكبر لبريطانيا، ونحن لن نسمح بذلك».