وجه خمسون شاباً وفتاة من مدن فلسطينية، نداءات إلى سفراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية والأجنبية والعربية العاملة في فلسطين، طالبوهم فيها بطرد بلادهم للسفراء الإسرائيليين، مؤكدين في الوقت نفسه حق المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن النفس، ووجوب وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال ثلاثين وقفة تضامنية مع قطاع غزة وسكانه الذين يتعرضون لأبشع الجرائم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، نظمها «منتدى شارك» الشبابي، في إطار مبادرة حملت اسم «شارك شعبك» وتحت شعار «أنا مع الإنسان، وأنت؟»، في مدينة رام الله. وكان مقر المنتدى نقطة انطلاق لشبان وفتيات يمثلون قطاعات واسعة من شباب فلسطين، في حافلة تنقلت بين السفارات الثلاثين وهي: الصينية، الكندية، البرتغالية، اليابانية، التشيلية، الهولندية، الفنزويلية، البلغارية، الأرجنتينية، الأوكرانية، النمسوية، القبرصية، السلوفينية، الألمانية، الأردنية، الجنوب أفريقية، المصرية، المغربية، الدنماركية، الكورية، الفنلندية، الأسترالية، الهنغارية، الإرلندية، السويسرية، البرازيلية، التركية، المكسيكية، البولندية، الهندية، التونسية، والسيريلانكية، واختتمت باعتصام تضامني أمام مقر إدارة المنتدى في رام الله. وتوقف الشباب والفتيات أمام السفارات والممثليات العربية والأجنبية بهدف إيصال حقيقة ما يجري في غزة إلى العالم، وحشد أكبر دعم لأهلهم في القطاع، والضغط من أجل وقف العدوان والمذبحة الإسرائيلية، قبل أن يسلموا السفراء الأجانب والعرب والمسؤولين في تلك السفارات «نداء شباب فلسطين». ونص النداء على أن قطاع غزة يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل وصفوه ب «حملة إبادة جماعية» أودت بحياة المئات من الفلسطينيين العزل، فضلا عن استهداف كل إمكانات الحياة من البنى التحتية والمدارس ودور العبادة وحتى المستشفيات. وأكد «نداء الشباب» للسفراء أن الصمت عن الجرائم الإسرائيلية يعني إطالة أمد الجريمة، إن لم يكن التورط فيها، لذا فإنه طالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية انتصاراً للقيم الإنسانية، وعلى رأسها الحق بالحياة. وخاطب الشباب في ندائهم ضمائر السفراء وممثلي الدول والمنظمات الأجنبية والعربية، من أجل وقف هذا العدوان والانتصار لعذابات مئات آلاف المدنيين العزل في قطاع غزة، مؤكدين في ندائهم مقاطعة إسرائيل بوصفها دولة احتلال تنتهك القوانين الدولية وترتكب أفظع حملة إبادة بحق الشعب الفلسطيني، ودعم حق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن النفس، وهو ما ضمنته المواثيق والقوانين الدولية لشعب يرزح تحت الاحتلال، والضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية من أجل محاكمة الإسرائيليين المتورطين في المجازر والعدوان ضد الشعب الفلسطيني، ودعم المؤسسات والهيئات الدولية والإنسانية العاملة في قطاع غزة، وعلى رأسها الأونروا، التي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه سكان القطاع، وضمان وصول المساعدات العاجلة وبخاصة الطبية منها. وقال المدير التنفيذي ل «منتدى شارك» الشبابي بدر زماعرة ل «الحياة»: «تأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة أطلقها «شارك» مع عدد من المجموعات الشبابية في قطاع غزة ضمن حملة «شارك شعبك» و «أصوات من غزة» بهدف إيصال نداءات الشباب والفتيات إلى العالم». وقال: «تمكنا من اليوم الثاني للعدوان على غزة من إصدار مجموعة نداءات تضمنت أعداد الخسائر البشرية والمادية، وانعكس هذا العمل في حملة تستهدف الرأي العام العالمي من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا انطلقت فكرة تسيير حافلة تقل الشباب والفتيات لتنظيم ثلاثين وقفة تضامنية أمام السفارات بمشاركة خمسين ناشطاً وناشطة يحملون يافطات وأسماء الدول ورسالة صاغوها بأنفسهم». بدورها قالت المتطوعة والناشطة الشبابية نيرمين القاضي: «نشارك في اعتصام أمام السفارات الأجنبية والعربية لنوصل لهم صوتنا ضمن حملة أصوات ونقوم بالعديد من الأنشطة والحملات التضامنية من جمع تبرعات ومواد غذائية ودوائية وتنظيم وقفات تضامنية اعتصامية مع أهلنا في غزة». وتأتي هذه المبادرة كجزء من مبادرات شبابية متنوعة في الضفة الغربية لنصرة أهل قطاع غزة الذين يعيشون ويلات حرب همجية تستهدف كل شيء، توجت بمسيرة انطلقت بدعوات من نشطاء فلسطينيين عبر «فايسبوك»، تحت عنوان «48 ألف»، مساء الخميس الماضي، شارك فيها الآلاف من الشباب، غالبيتهم من الذكور، سقط بينهم كثيرون ما بين شهيد وجريح، لتتآلف المبادرات الإغاثية مع المبادرات الإعلامية والاقتصادية والأخرى التي تندرج في إطار المقاومة الشعبية السلمية. وفي مدينة نابلس، أطلق نشطاء شباب حملة «بادر إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية»، تضامناً مع غزة، اشتملت على مسيرات ورسائل توعوية، من بينها ملصقات لمنتجات إسرائيلية تحولت فيها قارورة العصير رصاصة، مذيلة بعبارات من قبيل «قاطع البضائع الإسرائيلية ولا تساهم في قتل أبناء شعبك في غزة»، قبل أن تتوسع إلى مختلف مدن الضفة الغربية. وأشار القائمون على الحملة إلى أن المرحلة الثانية من حملة «بادر»، تشمل زيارة المحال التجارية لحث المواطنين والتجار على مقاطعة البضائع الإسرائيلية. وأكدوا أنه في «حال جرى تخفيض استهلاكنا من المنتجات الإسرائيلية 10% فقط نخلق 150 ألف فرصة عمل للشباب والشابات العاطلين من العمل، ومن غير المعقول أن يدعم شعب تحت الاحتلال من يحتله من خلال شراء منتجاته»، مطالبين بدعم المنتج الوطني والعزوف عن شراء منتجات الاحتلال». وأوضح القائمون على الحملة أنها تستهدف بشكل خاص المنتجات الغذائية لشركات إسرائيلية، بعد النجاح الذي حققته المرحلة الأولى التي استهدفت منتج العصير الإسرائيلي الشهير باسم «تبوزينا»، ما خفض نسبة استهلاكه في الأراضي الفلسطينية إلى 70 في المئة. وأشارت الحملة إلى أن إسرائيل تبيع سنويا بقيمة تزيد على أربعة بلايين دولار من البضائع في الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن الهدف من حملة المقاطعة تعديل ميزان القوى لمصلحة الشعب الفلسطيني.