بادرت الشقيقتان مرام وسهام عبد الرحمن، وتدرسان في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، وانطلاقاً من صفحتيهما على «فايسبوك»، إلى جمع ملابس قديمة وجديدة من طلاب وطالبات الجامعة، وغيرها من الجامعات الفلسطينية، وغسلها وتنظيفها وإرسالها عبر مؤسسات دولية إلى جهات إنسانية في غزة، كمبادرة تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير الذي خلف 163 شهيداً، و1235 جريحاً. أما مبادرة «من الأهل إلى الأهل» التي انطلقت من شباب في مدينة رام الله، وكانت تعمل عند ميدان ياسر عرفات وسط المدينة، فعملت على جمع أدوية مختلفة وإرسالها إلى غزة، بل وتحفيز الشباب في رام الله ومدن الضفة الغربية على التبرع بالدم، وإرساله عبر وزارة الصحة الفلسطينية إلى مستشفيات غزة. وقال القائمون على حملة «من الأهل إلى الأهل» إنها مبادرة شبابية سعت إلى سد النقص الذي يعاني منه القطاع الصحي في غزة، وتوفير المستلزمات الطبية وإرسالها إلى مستشفيات غزة، اضافة إلى تحفيز مساهمة عدد من الشركات الدوائية الفلسطينية لتوفير عدد من الأدوية التي تنقص مشافي القطاع، نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، لافتين إلى أن الحملة ستتواصل على رغم إعلان وقف إطلاق النار. وفيما أطلق فنانون شباب أغنيات تضامنية مع غزة عبر موقع «يوتيوب» الشهير، حفل موقع «فايسبوك» بعشرات الصفحات والمجموعات الداعمة لغزة، وكانت صفحات الأخبار العاجلة من داخل القطاع، وبعضها يقوده شباب غزيّ، تعمل على مدار الساعة، بينما حفلت صفحات أخرى بتعليقات تضامنية سرعان ما انقلبت إلى مشككة، بعد الاطلاع على بنود اتفاق وقف إطلاق النار؛ من أبرزها «غزاوي مشاكس»، الذي علق فيه الرافضون لهذه التهدئة فكتب أحدهم: «لماذا قصفتم تل أبيب، وهاجت الدنيا وماجت، وكأنكم بدأتم حرب تحرير فلسطين، لكن في نهاية المطاف برز أن أقصى طموحكم فك الحصار عن غزة؟»، وتهكم آخر: «القضية الفلسطينية اقتصرت على فتح المعابر وحراسة الحدود وعدم إطلاق الصواريخ، والإنجاز العظيم الذي تسطر بدماء الشهداء أن الصيادين بإمكانهم اصطياد السمك... عجبي». وكانت الضفة الغربية بشبابها، ومن شمالها إلى جنوبها، انتفضت في مسيرات شعبية وطالبية، بعد أن غادر معظم طلاب المدارس الفلسطينية مقاعدهم الدراسية، منذ بدء العدوان على غزة، متوجهين إلى حواجز الاحتلال الإسرائيلي لرشقها بالحجارة وقطع الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون، وذلك تضامناً مع أهالي غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي متواصل. وفيما هب طلاب وشباب الضفة الغربية لنصرة أهالي غزة برشق قوات الاحتلال بالحجارة، نشرت إسرائيل تعزيزات عسكرية على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية تحسباً لتدهور الأوضاع بخاصة بعد امتناع أجهزة الأمن الفلسطينية عن اعتراض طريق الشباب الغاضبين المتوجهين لمناطق الاحتكاك مع قوات الاحتلال. من جهة أخرى، أغلقت مجموعة من نشطاء ضد جدار الفصل العنصري، أكثر من مرة، الشارع الرقم 60 المحاذي لمستوطنة عوفرا شرق رام الله، والفاصل بين قرى عين يبرود وسلواد. وأفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار عبد الله أبو رحمة بأن مجموعات شبابية توجهت إلى المنطقة القريبة من المستوطنة، وقطعت الطريق على المستوطنين ومنعتهم من المرور عبر هذا الشارع. وأشار أبو رحمة إلى أنه فور وصول المشاركين في هذه الفعالية، تصدت قوات الاحتلال لهم، وأطلقت الأعيرة المطاط والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق. وبادر ماهر القديري الأمين العام ل «فلسطين كلها شباب»، ورفاقه، بتوجيه رسائل إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، وبخاصة الأممالمتحدة، وإدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجرائم حكومة الاحتلال ورئيسها الذي أوعز لجيشه بتنفيذ العملية العسكرية البشعة. وأكد القديري ورفاقه في رسائل إلى الفصائل الفلسطينية، ضرورة أن تتحمل فصائل العمل الوطني مسؤولية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والعمل على إعادة الوحدة الوطنية، كما دعا هذا التجمع الشبابي في الضفة الغربية الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأخذ زمام المبادرة والتوجه إلى قطاع غزة ومشاركة أهلها الظلم الواقع، واستقبال الضيوف العرب والمسلمين والدوليين لنصرة الشعب الفلسطيني من القطاع. وكان نشطاء إنترنت من فلسطين ودول عربية وأوروبية عدة، أطلقوا خلال أيام العدوان موقعاً على الإنترنت بعنوان «أغيثوا غزة»، في إطار الحملة الشعبية الإسلامية العربية لدعم أهل غزة، وبهدف إبراز معاناة أهل القطاع. وقال ساري بركة، مسؤول الحملة الشعبية الإسلامية العربية لدعم أهل غزة في فلسطين، إن فكرة الحملة جاءت حينما كان يتواصل مع عدد من أصدقائه في السعودية والمغرب العربي، وكانوا يريدون أن يقدموا أي شيء لمساعدة غزة لرفع الحصار عنها. وأضاف بركة: «بعد نقاش طويل حول هذا الأمر، تم التوصل إلى إنشاء موقع على الإنترنت لهذه الحملة من أجل نقل ما يدور في فلسطين من عدوان وحصار إلى العالم، وتقديم كل المعلومات عن ذلك». يقفز فوق دخان قنابل مسيلة للدموع في تظاهرة دعماً لغزة في رام الله (رويترز)