«قاطع احتلالك برسم الجداريات»، مبادرة يحاول من خلالها شبان فلسطينيون استغلال موهبتهم برسوم «الغرافيتي» في مقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي، ورفع الوعي في الشارع الفلسطيني بخطورة ترويج تلك المنتجات على الاقتصاد المحلي. حملة الرسم انطلقت في مدارس عدة في الضفة الغربية، بتنفيذ من مجموعة «ع الحيط» الشبابية، التي تجوب مدن الضفة الغربية، وتعبر عن قضايا سياسية واجتماعية عدة، باستخدام الريشة والألوان على الجدران، وبالتنسيق مع «مركز بيسان للإنماء والبحوث». وتأتي الحملة ضمن نشاطات عدة تنطلق في عدد من محافظات الضفة، تحت شعار «قاطع احتلالك»، وتستهدف التواصل مع عدد من المدارس وحثها على مقاطعة منتوجات الاحتلال. وأوضحت مسؤولة وحدة الضغط والمناصرة في مركز بيسان، هناء أبو دية أن الحملة لاقت تفاعلاً من مديري المدارس والطلاب، بخاصة في محافظة نابلس، شمال الضفة الغربية. وأشارت إلى أن هذا النشاط هو بداية لفعاليات الحملة على المستوى الوطني الفلسطيني والدولي، وانطلقت الحملة في محافظات نابلس وغزة ورام الله. وقالت: «سنعمل على توسيع دائرة المناداة في مختلف محافظات الوطن». يذكر أن مجموعة «ع الحيط» مجموعة شبابية تأسست العام 2010، وتهتم بنشر الفن بشكل عام بين أفراد المجتمع، و»الغرافيتي» بشكل خاص، ونفذت نشاطات، بخاصة في الفعاليات والأحداث الوطنية، كذكرى النكبة، وغيرها، وكان آخرها أمام مجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله، لتأكيد أهمية المرأة في المجتمع الفلسطيني وحقها بالتوظيف في القطاع العام. الفعالية التي نظمتها مجموعة «عَ الحيط» الشبابية، بالتعاون مع تحالف «ألواني» النسائي، شارك فيها عدد من الناشطين والناشطات، وتضمنت رفع لافتات تعبر عن تدني نسبة القيادات النسائية في القطاع العام. وقالت مسؤولة تحالف «ألواني» في فلسطين عبير أبو غيث، إن تجمع الناشطين «ليس عبثيًا»، لأن نسبة تولي النساء مناصب قيادية في القطاع العام تبلغ 13 في المئة من إجمالي الوظائف القيادية في القطاع ذاته، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، كما تصل نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب ديبلوماسية في الخارجية الفلسطينية 3 في المئة. أما منسق المجموعة علاء البابا، فقال إن مجموعته عملت بالشراكة مع مجموعة «ألواني» على تمكين المرأة الفلسطينية وإبراز دورها وحاجتها للعمل. وأوضح أن الرسوم في اللوحات، تتضمن الترميز والتأنيث، إذ ترمز إحداها إلى أن فلسطين بحاجة للمرأة في المجتمع، فيما تظهر في لوحة أخرى شجرة تنمو، تعبيراً عن أن المرأة تبني المجتمع. واتسعت نشاطات مجموعة «ع الحيط»، وتضم شباناً وفتيات، للمشاركة في فعاليات وطنية فلسطينية في العديد من العواصم العربية والأجنبية، كبيروت، وأوسلو، وغيرهما. ويقول البابا: «كنا ثمانية عشر طالباً وطالبة في بداية دراستهم الجامعية، استمر منا عشرة فقط، لكننا في ازدياد... على رغم انخفاض عدد المسؤولين عن المجموعة إلا أن أعداد المشتركين من الخارج والنشاطات ارتفعت مع ارتفاع الإصرار والرسالة الواضحة. ويكمل: «هذه طريقة من طرق مقاومة الحصار. وعلى رغم التحديات نستطيع أن نقدم وننشر رسائل ثقافية لكل العالم تقف في وجه العدوان اليومي للاحتلال الإسرائيلي». «فدائيو الرسم»، كما يطلق عليهم البعض، وضعوا ضمن أهدافهم التحرك منذ الانطلاق العام 2010 في عدد كبير من المدارس يعلمون الأطفال الذين لم يشاركوا في اتفاقيات أو يشاهدوا حروباً، وعلى رغم ذلك ورثوا كيفية الرسم والتعبير عن أوضاعهم وآمالهم فوق جدران بلادهم.