أعلنت السلطات الأوكرانية أمس، أن قواتها استعادت مدينة من الانفصاليين في شرق البلاد، مشيرة الى العثور على اول مقبرة جماعية في معقل سابق للمتمردين الموالين لروسيا. وذكرت الرئاسة في كييف أن «العسكريين الأوكرانيين رفعوا علم اوكرانيا على مقرّ بلدية ليسيتشانسك» التي يقطنها 105 آلاف شخص، وتبعد 90 كيلومتراً غرب لوغانسك، احدى العاصمتين الإقليميتين في الشرق ومعقل للانفصاليين. وأعلنت بلدية لوغانسك مقتل شخصين في المعارك، فيما قُتل شخص في دونيتسك. الى ذلك، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، القوات الأوكرانية بأنها «أطلقت كما يبدو صواريخ غراد» استهدفت أحياء يسيطر عليها الانفصاليون في دونيتسك، ما أسفر عن مقتل 16 مدنياً على الأقل. ونبّهت الى ان «القصف العشوائي بصواريخ في مناطق مأهولة، ينتهك القانون الدولي الإنساني ويمكن ان يشكّل جريمة حرب». في غضون ذلك، أعلنت موسكو أن «نحو 40 قذيفة مورتر» أطلقتها القوات الأوكرانية سقطت في إقليم روستوف الروسي المحاذي لشرق أوكرانيا. في المقابل، اشارت ناطقة باسم الخارجية الأميركية الى تعرّض مواقع للجيش الأوكراني لقصف مدفعي من الأراضي الروسية. ونقلت عن مصادر في أجهزة الاستخبارات الأميركية أن موسكو تعتزم أيضاً تسليم الانفصاليين في شرق أوكرانيا قاذفات صواريخ أكثر وزناً وقوة. وذكر مسؤولون عسكريون اميركيون ان تسليم موسكو المتمردين أسلحة تواصل منذ تحطّم الطائرة الماليزية الأسبوع الماضي، لافتين الى استمرار تسليم معدات عسكرية في قاعدة ضخمة قرب روستوف ومنها الى الانفصاليين. وعلّق رئيس أركان الجيوش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي قائلاً: «ذلك يغيّر الوضع». واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ «قراراً بالتصعيد»، وزاد: «أعتقد بأن الجيش الروسي وقادته الذين أعرفهم، ربما يشاركون بتردد بعض الشيء في هذا النوع من الحروب». وأبدى «قلقاً» من أن «إضرام حريق في جزء معزول من أوروبا الشرقية، قد لا يبقى في أوروبا الشرقية. وهذا خطر حقيقي». الى ذلك، أعلن مستشار لوزير الداخلية الأوكراني العثور على اول مقبرة جماعية في سلافيانسك، المعقل السابق للانفصاليين، قد تكون فيها 20 جثة بينها 4 على الأقل لمدنيين. وأضاف: «نعلم ان هناك مقابر جماعية أخرى في المدينة، لكننا نجهل مواقعها، وهي المرة الأولى التي نعثر على واحدة. نعلم ان 4 ابرياء من ابناء الرعية البروتستانتية دُفنوا في هذه المقبرة الجماعية وتعرّضوا لتعذيب على ايدي المتمردين». في غضون ذلك، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان حوالى مئة الف شخص نزحوا من ديارهم داخل اوكرانيا، فيما فرّ 130 ألفاً الى روسيا. وأشار مسؤول في المفوضية الى «ارتفاع كبير» في عدد النازحين من سكان دونيتسك ولوغانسك منذ حزيران (يونيو) الماضي، بسبب «القلق المرتبط بالأمن ومخاوف من ان يجدوا أنفسهم عالقين وسط المعارك». وكانت حصيلة سابقة للمفوضية نُشرت في حزيران الماضي أفادت بأن 54 ألف شخص نزحوا في اوكرانيا فيما لجأ 110 آلاف الى روسيا. من جهة أخرى، أعلنت لجنة الطيران المدني الروسية أن «ضرراً فنياً طفيفاً» أصاب أجهزة التسجيل في الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية التي أُسقطت فوق أوكرانيا، مستدركة أن الأمر لن يؤثر في البيانات. استقالة الحكومة على صعيد آخر، دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو البرلمان الى الامتناع عن المصادقة على استقالة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك وحكومته، خلال تصويت طلب إجراءه، معتبراً أن «حلّ الائتلاف الحكومي ليس سبباً لاستقالة الحكومة». وأعرب عن «أمله بأن تهدأ الخواطر ويتغلّب حس المسؤولية وتواصل الحكومة عملها». لكن ياتسينيوك حذر من ان لحلّ الائتلاف «عواقب مأسوية» على أوكرانيا، وقال للنواب: «حكومتنا ليس لديها أجوبة عن الأسئلة: بماذا ندفع الرواتب، كيف نعبىء خزانات وقود المدرعات ونموّل الجيش». وسأل: «من سيصوّت على قوانين لا تحظى بشعبية، والانتخابات ماثلة في ذهنه»؟ واعتبر أن «من غير المقبول مقايضة مصير البلد بمصالح سياسية ضيقة».