وسط تصاعد واضح في التوتر شرق أوكرانيا ومخاوف جديدة من غزو روسي، تكثفت الجهود أمس لتنظيم جولة جديدة من المفاوضات بين مجموعة الاتصال التي تضم كييف وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية والمتمردين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا. واعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن هذا الحوار بعد مشاركته في مؤتمر عبر الهاتف مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والأوكراني بافيل كليمكين ورئيس الإدارة الرئاسية في روسيا سيرغي إيفانوف، علماً بأن جولتين فاشلتين عقدتا في دونيتسك نهاية حزيران (يونيو) الماضي. وساد هدوء نسبي دونيتسك، كبرى مدن شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون، فيما قتل 4 مدنيين داخل منزل استهدفته غارة جوية قال الانفصاليون إن القوات الأوكرانية نفذتها في سنيجني التي تبعد 60 كيلومتراً من شرق دونيتسك و20 كيلومتراً من الحدود مع روسيا، وهو ما نفته كييف كون كل الطلعات الجوية للطيران الحربي الأوكراني علقت منذ إسقاط الانفصاليين بصاروخ طائرة «أنتونوف أي إن 26» العسكرية للنقل أول من امس، وعلى متنها 8 أشخاص. وقالت كييف إن مصدر الصاروخ قد يكون الأراضي الروسية. وتحدث شهود عن وصول تعزيزات للانفصاليين، بينها أربع دبابات وثماني آليات لنقل المشاة، إلى لوغانسك المعقل الآخر للمتمردين الذي شهد معارك كثيفة في الأيام الأخيرة. وأعلن المكتب الإعلامي ل «جمهورية لوغانسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد سقوط 12 قتيلاً في الساعات ال24 الأخيرة بينهم طفل في الثالثة من العمر، وأكثر من 60 جريحاً، فيما قال الجيش الأوكراني أنه خسر 6 جنود خلال 24 ساعة بينهم اثنان قتلا بسقوط صواريخ غراد أطلقها المتمردون قرب بلدة أمفروسيفكا التي تبعد 70 كيلومتراً شرق دونيتسك. في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية أن مراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية سيتوجهون غداً إلى مركزي دونيتسك وغوكوفو الحدوديين اللذين تعرضا لقصف مدفعي من أراضي اوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، ما أغضب موسكو. إلى ذلك، كشفت الوزارة عن أنها وجهت احتجاجاً رسمياً للولايات المتحدة طالبتها فيه بالإفراج فوراً عن رومان سيلزنيف الذي اعتقلته السلطات الأميركية في مطار جزر المالديف الأسبوع الماضي لاتهامه بالتسلل إلى أنظمة كمبيوتر شركات أميركية للبيع بالتجزئة لسرقة بيانات عن بطاقات الائتمان. وزاد اعتقال سيلزنيف (30 سنة)، وهو ابن نائب في مجلس النواب الروسي، توتر العلاقات الأميركية – الروسية، والتي وصلت إلى أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب أزمة أوكرانيا. وقالت الخارجية الروسية في بيان سلمته إلى السفارة الأميركية: «أكدنا أن هذه الأعمال غير مقبولة، كونها انتهاكاً سافراً لحقوق ومصالح مواطن روسي خطِف من أرض دولة ثالثة». وتابعت: «نطالب بإطلاق سيلزنيف فوراً، وتوفير رعاية صحية مناسبة له، واحترام حقوقه القانونية ومصالحه عموماً». وردت الخارجية الأميركية برفض الاتهامات الروسية بخطف سيلزنيف، وقالت إن اتهامات وجهت له في ولاية واشنطن في آذار (مارس) 2011، بينها الاحتيال المصرفي والإضرار بكمبيوتر خاضع لحماية والحصول على معلومات منه، وسرقة بيانات شخصية.