أثار خبر اختيار المذيعة السعودية ريما عبدالله من اللجنة الأولمبية المنظمة لأولمبياد لندن لحمل «الشعلة» الشهيرة حفيظة عدد من الأشخاص، الذين قرأوا الخبر بطريقة مغايرة، ومختلفة عن الواقع الطبيعي، فالأخت الفاضلة «كابتن ريما» ذاهبة إلى المحفل الدولي برفقة أحد محارمها بطبيعة الحال، وستقوم بالجري لمسافة 350 متراً أمام الملأ، أي أنه لن تكون هناك غرف مغلقة، أو خلوة غير شرعية والعياذ بالله، وريما التي تقدم برنامج «كابتن ريما» كل صباح على أثير إذاعة «مكس إف أم»، إضافة إلى عملها الإعلامي الناجح، قامت بتأسيس فريق كرة قدم أطلقت عليه مسمى «جدة كنجز»، وأصبح ينافس في شهرته فريق السلة النسائي الذي أسسته لينا خالد المعينا «جدة يونايتد». والغريب أن البعض أخذ الأمر من زوايا لا تخطر على بال، فهناك من علق على الأمر قائلاً إن اختيار فتاة سعودية من ضمن8000 رياضي عالمي سيحملون الشعلة يعد أمراً مخططاً له من الغرب، وهناك من ذهب بعيداً، وقال إن حمل ريما لشعلة الأولمبياد فيه «إطفاء» لشعلة الحياء والدين، وهو أمر «يخمد» جذوة الإيمان! وهناك من غرد محلقاً في الفضاء وكتب: «مشاركة فتاة سعودية بحمل شعلة الأولمبياد» يحمل دلالات محزنة ودعوة لتمجيد الوثنية»! يا ساتر، هل ممكن أن تفعل مشاركة رياضية سعودية في محفل دولي أمام الكاميرات كل هذا؟ هل ممكن أن تخمد جذوة الإيمان وتطفئ شعلة الدين، وتريق دماء الحياء فتاة سعودية تحمل علم بلادها للمرة الأولى في حدث عالمي حضاري؟ أي تفكير هذا يا سادة. «كابتن ريما» ستحمل بإذن الله الشعلة الأولمبية، وسترفع معها علم بلادها كأول امرأة سعودية في التاريخ تشارك في هذا المحفل الرياضي العالمي. وسنفتخر بها جميعاً، وسيحتفي بها المواطنون والمواطنات، ولا عزاء ل«الظلاميين»، فريما عبدالله وديمة ملحس ولينا المعينا، وغيرهن من بنات هذا الوطن يستحقون التكريم والتقدير والشكر على شجاعتهن، وتحملهن لكل الصعوبات التي تعترض طريقهن وأحلامهن التي يحملنها في مجتمع البعض منه لا يفكر في المرأة إلا في كونها: عورة تستحق الإخفاء، وأداة للمتعة تستحق المداراة، فشكراً ريما ولينا وديمة، شكراً يا كباتنة «الزمن الجميل». [email protected] @hishamk