اجتذبت مواقع الشبكات الإجتماعية مثل «فايسبوك» و «تويتر» أعداداً هائلة من جمهور الانترنت، في موجة ترافقت مع انتشار المُدوّنات الإلكترونية في الفضاء الافتراضي، خصوصاً بين أوساط الشباب. ولاحظ عدد من المواقع المتخصّصة في إحصاءات الانترنت، ان الجمهور يقبل أكثر على المواقع الأكثر شهرة، ما ينشئ حلقة إيجابية بين زيادة الإقبال وشهرة المواقع الرقمية. وربما فسّر ذلك عدم شهرة موقع شبكة «كِبرت. نت» kbret.net الذي أطلق نهاية العام 2007. وتمثّل «كِبرت» أول شبكة الكترونية اجتماعية للربط بين المُدوّنين الإلكترونيين (بلوغرز) العرب، أسّسها الصحافي ياسر خليل ومولّها أيضاً. وينطق الموقع باللغة العربية. وتشارك في إدارته مجموعة من الصحافيين والبلوغرز والنشطاء السياسيين. ويفرد ركناً للتواصل مع هؤلاء، الذين يشار إليهم باسم «آل كِبرت». قتله «فايسبوك» و «تويتر» ظهر هذا الموقع قبل انتشار «فايسبوك» و «تويتر» عربياً. وسعى لسد الحاجة لوجود أداة إلكترونية للتواصل بين المُدوّنين الإلكترونيين والصحافيين والكُتّاب مع بعضهم البعض من جهة، ولنسج علاقات بين تلك الكِتابات الرقمية ومحبيها من جهة اخرى. ويتذكّر خليل، مؤسس الموقع، انه أحس، حينها، بأن «البلوغرز العرب يعيشون في جزر منعزلة، لكنهم استطاعوا تقديم إبداعات كثيرة، وتركوا آثاراً مهمة على غير صعيد». وأثار هذا الحال سؤالاً عن الحاجة الى موقع يؤمّن التواصل بين «البلوغرز» العرب، كي يتبادلوا الخبرات والافكار؟ وبدأ خليل بعمل تلك الشبكة، متحمّلاً أعباء العمل بنفسه. فتولى مهمات التصميم والتطوير، وحتى الدعاية. وبعد إنطلاقه، سار الموقع بخطى ثابتة لكنها بطيئة. وانضم نشطاء ومُدوّنون إلكترونيون معروفون، ما أحدث نقلة كبيرة للموقع. وفي قائمة من شاركوا في الموقع، تظهر أسماء مثل أحمد مرزوق (مراقب محتوى الأخبار في الموقع)، وإسماعيل منّاع (باحث وناشط سياسي)، سميّة ابراهيم (صحافية)، محمد حميدة (طالب في الدراسات العليا)، نيفين محمد (مُدوّنة إلكترونية ومديرة تسويق في إحدى الشركات السعودية)، أميرة ابراهيم (صحافية)، أشرف سعيد (مبرمج)، وائل سعيد (مصمّم غرافيك)، أروى حسن (صحافية) وغيرهم. وراهناً، تضم شبكة «كِبرت» مئات من البلوغرز والصحافيين والشعراء وسواهم. تحتوي الشبكة مُدوّنات أعضائها، مع خدمة «آ راس اس» RSS التي تمكن المستخدمين من متابعة ما يستجد على المُدوّنات، إضافة الى منتديات متنوّعة ومجموعات تفاعلية، تشبه تلك التي يحتويها «فايسبوك». وتعطي الشبكة لكل عضو صفحة خاصة به، تضم نبذة شخصية عنه، وعنوان مُدوّنته الإلكترونية، وقائمة بأصدقائه في «كِبرت»، إضافة ما يضيفه على الحائط الخاص به، على طريقة «فايسبوك». كما تتيح الصفحة التواصل عبر الرسائل الخاصة والهدايا والتعليقات وغيرها. وفي وصفه لحال موقع «كِبرت» حاضراً، أشار خليل الى اعتزامه إصدار مجلة الكترونية بنسق «بي دي أف»، بحيث تستفيد من موارد الموقع مثل ما ينتجه كتابه ومُدوّنوه، إضافة إلى المواد التي تُنشر عليه. كما تعتزم إدارة الموقع «تشجيع المُبرمجين والمُطوّرين على المشاركة فيه بتصميماتهم وأفكارهم». وقال: «نحاول ان نعثر على ملمح التميّز في الركن الصغير الذي اخترنا العمل فيه: عالم التدوين والكتابة. وكذلك نسعى إلى الاستفادة من مساحات الحرية التي تتفاوت بين بلد عربي وآخر، لدفع مسيرة الحرية الى الامام، ولمساندة حرية التعبير في العالم العربي». لعل ما يميز شبكة «كِبرت» يكمن في قدرتها على نسج خيوط الترابط بين البلوغرز العرب، الذين يجدّون في نقل أخبار بلادهم ومتغيّراتها الى الفضاء الإفتراضي، ما يحوّل العالم العربي إلى قرية رقمية صغيرة. ويُلاحظ أن معظم المشرفين على هذه الشبكة هم نشطاء يطالبون بالحريات العامة، فتخلط أوراق الحرية التي تختلف من بلد إلى بلد، إنطلاقاً من حرية التعبير عن الرأي إلى حرية المعتقد والتفكير وغيرها. واستطاعت شبكة «كِبرت» الخروج من إطار مقرها مصرياً، وانتشرت بتواضع في مجموعة من البلدان العربيّة، ملغية الحواجز والخلافات السياسية التقليدية بين العرب. في إطار فضائها الرقمي، يجتمع الكويتيون والعراقيون والسعوديون والسوريون واللبنانيون وغيرهم، لتبادل الآراء والمعلومات، سعياً للوصول إلى مجتمع عربيّ أفضل.