رغم تعدد القصص حوله وتعدد أغراضه إلا أنه يضل رمزاً رمضانياً لدى جميع الدول الإسلامية، حتى أن المبتعثين نقلوه إلى الدول الغربية لما يوحيه من مشاعر رمضانية في نفوسهم. «الفانوس» المصنوع من الصفيح والمحاط بالزجاج، حاملاً بداخله شمعة لينير طريق السائرين قديماً، أنار فتيلة روحانية شهر الصوم الذي اقترن به منذ عصر الدولة الفاطمية في مصر، بعد أن كان الخليفة الفاطمي يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليترقب هلال رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق كما جاء في إحدى الروايات. وفي رواية أخرى أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها من طريق شموع توضع بداخلها، بينما تشير رواية أخرى إلى أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. وارتبط «الفانوس» برمضان ارتباطاً روحانياً، فأصبح رمزاً يظهر في الإعلانات التجارية والتقاويم الهجرية، وتتزين به المساجد والمنازل والمطاعم، قبل حلول رمضان المبارك بأيام عدة، استعداداً لاستقباله، إضافة إلى شوارع بعض المدن التي زينت بمجسمات الفوانيس عند الإنارات. وللفوانيس موسم خاص، إذ يتردد الكثيرون على شرائه في موسم رمضان لتزيين منازلهم وتعليقه على مداخل منازلهم أو ليقتنيه أطفالهم كونه محبباً إليهم في الشهر الفضيل، خصوصاً الأحجام الصغيرة منها، بحسب بائع الفوانيس محمد حسن، وذلك لسهولة حملها في أيديهم، مشيراً إلى وجود أحجام متعددة تستخدم لأغراض مختلفة منها المخصص للزينة المعلقة ومنها للزينة الأرضية وهي ذات الحجم الكبير جداً. وأفاد حسن خلال حديثه إلى «الحياة» بأن أسعار الفوانيس تتفاوت بحسب الحجم والنوعية، إذ تقدر أسعارها بنحو 20 ريالاً وتصل إلى ألف ريال، وتكون أكثر في بعض الأحيان، مضيفاً: «ليس هناك سعر محدد للفوانيس فتختلف بحسب صناعتها وحجمها، فمنها التقليدي والحديث والصغير والكبير، وتتميز في موسم رمضان عن سائر الأشهر المتبقية التي يحتفظ بها البعض كتراث فقط». يذكر أن الفانوس استخدم في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وأصل كلمة الفانوس إغريقية، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها (فناس)، وأوضح الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط أن المعنى الأصلي للفانوس هو «النمام» ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلى أنه يظهر حامله وسط الظلام والكلمة بهذا المعنى معروفة.