أخّرت بلدية ينبع تسليم رواتب موظفيها «المهددين بالفصل» إلى الثلث الأخير من فجر أمس، بعد أن كانت تعتزم طي قيدهم بحسب تصريح رئيسها المهندس حاتم طه. واضطر أكثر من 30 موظفاً للوقوف في طابور أمام مكتب مدير شؤون الموظفين في بلدية ينبع لأكثر من سبع ساعات في انتظار تسليمهم رواتبهم، إذ تم إبلاغهم أول من أمس، أنه سيتم تسليمهم راتب شهرين من أصل ثلاثة رواتب متعثرة، إلا أنها تقلصت إلى راتب شهر واحد. فيما استغرب الموظفون تصرف مدير شؤون الموظفين الذي بقي في مكتبه إلى وقت متأخر من دون أن يصرف لهم الرواتب، واصفين ما تعرضوا له ب «المهين وغير المنطقي». وحاولت «الحياة» التواصل مع رئيس بلدية ينبع المهندس حاتم طه، بيد أنه تجاهل الاتصالات المتكررة على هاتفه المحمول للمرة الثانية على التوالي، في حين أشارت مصادر موثقة إلى أن الرئيس في إجازة منذ منتصف رمضان. من جهته، أكد أحد الموظفين (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن تصرف البلدية وتأخيرها تسليم الرواتب إلى وقت متأخر من الليل يوحي بأنها «صدقة قدمت يرتجى منها مغفرة في الثلث الأخير من الليل وليست رواتبنا التي ماطلت في تسليمها منذ أشهر عدة». وبيّن أن مدير شؤون الموظفين وعدهم بتسليم الرواتب قبل صلاة الظهر، بيد أنه لم يفِ بوعده بعد أن سجل أسماءهم، مؤكداً أنه لن يُصرف لمن لم يسجل اسمه، الأمر الذي أجبرهم على البقاء في فناء البلدية حتى ساعة متأخرة من الليل. وأضاف: «تفاجأنا من تصرف مدير شؤون الموظفين بتأخيرنا إلى هذه الساعة المتأخرة، فهناك من أفطر في الجوامع القريبة من البلدية، نظراً إلى سكنه خارج ينبع وحاجته لتسلم راتبه، وبخاصة أن عيد الفطر اقترب، كما أن ما تعرضنا له من تأخير سبقه مماطلة امتدت لثلاثة أشهر، ومع هذا كله لم يصرف لنا سوى راتب واحد، رغم أنهم وعدونا بتسليم رواتبنا كاملة، ونطالب الجهات الإنسانية برصد ما نتعرض له في الشهر الكريم من استفزاز واضح وظلم بيّن». بدوره، أوضح ريان بامسلم ل «الحياة» أن طريقة تسليم الرواتب في هذا الوقت المتأخر من الليل تؤكد لكل من يتابع القضية تعرض الموظفين لضغوط تجبرهم على تقديم استقالاتهم، مشيراً إلى أن تسليم راتب شهر لا يعني انتهاء المشكلة، فالوضع الذي عليه الموظفون حالياً، يؤكد وجود أمر تبيّته البلدية. وقال ريان: «بعد محاولتهم تسليمنا إشعارات الفصل، فوجئنا أنهم يسلمونا راتب شهر واحد، وهذا يؤكد وجود أمر ما في الخفاء». واستغرب أن بلدية ينبع سلمتهم راتب شهر واحد «مناولة»، مع أن المعمول به في الجهات الأخرى كافة أن يتم إيداع الرواتب في المصرف، لأنه سبق أن سلموا البلدية رقم (الآي بان) وبدورها البلدية أدرجته في قرارات التوظيف. وسبق أن وعد رئيس بلدية ينبع المهندس حاتم طه بصرف رواتب الموظفين كاملة، مشترطاً ألا يستمروا تحت قرار التوظيف السابق، إذ بيّن أن أمين منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد طاهر تدخل في الموضوع وحاول بكل ما لديه إيجاد بعض الحلول والبدائل. يذكر أن موظفي بلدية ينبع ال54 رفعوا برقية إلى خادم الحرمين الشريفين، مطالبين فيها بالتدخل ورفع الظلم، كما طالبوا بإيجاد لجنة للتحقيق، محمّلين رئيس بلدية ينبع المهندس حاتم طه مسؤولية الضغوط النفسية التي يمرون بها، فيما وصفوا ما يتعرضون ب«التغرير» على أوراق وزارة الشؤون البلدية والقروية، إضافة إلى عدم تسليمهم رواتبهم منذ جمادى الأولى للعام الحالي. وأوضح المهندس طه في تصريح صحافي سابق، أن البلدية ارتكبت خطأً تمثّل في أخذ عدد أكبر من المطلوب، ووعد بمحاسبة المتسببين في هذا الاجتهاد، «فالأنظمة لا تسمح بالتغرير بالمواطنين».