يتولى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة منذ أسابيع ما يبدو أنه «مهمة ترويج» لضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات المقرر في 10 أيار (مايو) المقبل. ويتساءل مراقبون عما إذا كانت «شعبية» بوتفليقة كافية لتعويض «الخطاب الباهت» حتى الآن للأحزاب السياسية التي لا يبدو أنها تثير حماسة الناخبين. وقال بوتفليقة إنه متيقن بأن الانتخابات ستشكّل «انتقالاً نوعياً أكيداً» سيكون «متجاوباً مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان ويساهم في التخلص من بعض الرواسب السلبية». وضمّن بوتفليقة خطاباً بعث به إلى المنظمة الوطنية للمجاهدين، عشية انعقاد مؤتمرها الحادي عشر اليوم، رسالة إلى الجزائريين حول التشريعات المقبلة، قائلاً: «إنني على يقين أن الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في إطار معطيات جديدة من حيث الضمانات الملزمة أو الوسائل القانونية المعززة أو غيرها من المقتضيات ستشكل انتقالاً نوعياً أكيداً يتجاوب مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان وعزمنا على التخلص من بعض الرواسب السلبية التي أثّرت على المرافق العامة وعلى صورة مؤسسات الدولة ومستويات أدائها». واستعمل بوتفليقة مصطلحات رأى مراقبون أنها تحمل «نوعاً من التنازل» من السلطة، بعد سنوات من الخطاب «المتفائل» الذي يدير الظهر لمطالب المعارضة. فقد تحدث عن «مطالب تغيير» و «رواسب سلبية» في التجربة السياسية، وأيضاً «تأثر صور مؤسسات الدولة». وأضاف أن «انتخاب مجلس تشريعي بتركيبة بشرية تعكس الإرادة الشعبية الحرة وتمثلها أحسن تمثيل» هو بمثابة «خطوة من شأنها أن تعلو بمنحى التطور المنشود وتساعد على توفير أفضل شروط للتقدم في المجالات الأخرى». وربط بوتفليقة بين المحافظة على استقلال البلاد وتحقيق انتخابات ناجحة بمعايير المشاركة الشعبية. وقال في الخطاب الذي هو الخامس من نوعه منذ نهاية شباط (فبراير) الماضي، «إنه ليسعدني حقاً أن تحقق أمتنا هذا الإنجاز (الانتخابات) وهي تتأهب للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية لتبرهن بذلك على قدرتها في المحافظة على هذا المكسب الذي افتكه بتضحيات جسام». ومن الواضح أن الرئيس الجزائري انخرط بنفسه في حملات تقودها جهات رسمية لحض الجزائريين على التصويت بقوة في الانتخابات. ويشبّه مراقبون دعوات بوتفليقة إلى التصويت بفترة تبنيه مشروع المصالحة الوطنية عندما حض الجزائريين تكراراً على التصويت لمصلحة طي ملف الأزمة الدامية في البلاد. ويقول بعض المصادر إن الجزائريين لا يبدون حتى الآن متحمسين للانتخابات البرلمانية، ولذلك فإن اللجوء إلى «شعبية» الرئيس بوتفليقة يمكّن أن تدفع بشرائح من الناخبين المترددين إلى المشاركة في الاقتراع. وتأتي الخشية من «العزوف الانتخابي» من التيار الوطني والديموقراطي خصوصاً، بناء على معطيات ترشّح الناخب الإسلامي لأن يشارك بقوة في الموعد لمصلحة المرشحين الإسلاميين.