طالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن لا تكون الانتخابات التشريعية القادمة مجرد حدث عارض بين المتنافسين وإنما حجر الزاوية في استكمال البناء الديموقراطي في الجزائر، وربط الرئيس، في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، بين نتائج الانتخابات المنتظرة والفصل في دستور البلاد، حيث قال: «بشأن الدستور المقبل والذي سيقع على عاتق البرلمان الجديد تعديله، فإنه سيكون أكثر دقة في التعبير عن إرادة الأمة والمرجعية التي يحتكم إليها، وسيرسم كل المعالم السياسية والاجتماعية لمستقبل البلاد». وفي تلميح لعدم إمكانية تكرار سيناريو الثورات العربية في الجزائر، اعترف الرئيس بوتفليقة، الذي بدأ مسار إصلاحات سياسية منذ نحو سنة قبل الآن، بوجود قواسم مشتركة تشترك فيها الجزائر مع الشعوب الأخرى، إلا أنه شدد في ذات الوقت على امتلاك بلاده خصوصية ووسائل ما يجعلها قادرة على خوض التجديد، وتقوية مؤسساتها والزيادة في فاعليتها بناءً على إرادتها الخاصة. وعلى الصعيد الحزبي رمى التيار الديموقراطي والعلماني بثقله في نهاية الأسبوع بعد فترة من انفراد الإسلاميين وأحزاب السلطة بالمشهد السياسي والإعلامي، فقرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية (حزب علماني) مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من مايو المقبل، وقال زعيم الحزب سعيد سعدي، الذي كان يتحدث إلى كوادر حزبه، إن نتائج الانتخابات حسمت سلفا وتم توزيع مقاعد البرلمان في إشارة الى أحزاب التحالف القريبة من دوائر الحكم، وأضاف: «منحت لنا أربعة مقاعد»، وبخصوص الإسلاميين هوَّن زعيم الحزب من قدرتهم على الفوز في الانتخابات بقوله: «لن يتحصلوا على غالبية الأصوات، على أساس أن الحصص قد وُزِّعت». من جهته أبقى حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض وغريم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الباب مفتوحا بشأن موقفه من المشاركة في الموعد المقبل من عدمه، وفضلت قيادة الحزب تأجيل الحسم في القرار، وفتح الحزب الذي يقوده الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد نقاشا وطنيا حول الانتخابات. وهاجم الناشط السياسي عمارة بن يونس الإسلاميين في خطاب مطول ألقاه خلال فعاليات المؤتمر التأسيسي لحزب الجبهة الشعبية الجزائرية، ودعا الجزائريين للتصويت بقوة لقطع الطريق أمام فوز الأصوليين الذين يتوقعون فوزا ساحقا، قائلا إن الشعب ضد عودة الإرهابيين إلى الساحة السياسية.