اتفق رئيسا وفدي حركتي «فتح» و «حماس» للحوار الوطني عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق على عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل الأسبوع المقبل في القاهرة لبحث تطبيق «إعلان الدوحة». وقال مسؤولون في الحركتين ل «الحياة» إن اللقاء المرتقب هو الذي اتُفق على عقده بعد أسبوعين من لقائهما الأخير في القاهرة الشهر الماضي، وجرى تأجيله لأسباب فنية وغير فنية. لكنهم أقروا بوجود صعوبات كبيرة أمام تطبيق الاتفاق الذي وقع في الدوحة ونص على تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة عباس وإجراء انتخابات عامة. وقال مسؤولون في «فتح» إن الصعوبة الأولى تتمثل في تمسك «حماس» في قطاع غزة بمواصلة حكم القطاع، ورفض أي شراكة تؤدي إلى تقليل سيطرتها عليه. وأوضح الأحمد أن «حماس» لم تسمح بعد للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في غزة، الأمر الذي اعتبره واحداً من مؤشرات عدة إلى وضع الحركة عوائق في طريق تطبيق الاتفاق. غير أن أبو مرزوق قال إن «حماس» مستعدة للشروع الفوري في مشاورات لتشكيل الحكومة، وإن أقر بوجود عوائق محلية وإقليمية ودولية في طريق إنهاء الانقسام، معتبراً أن مهمة الفلسطينيين، بكل فئاتهم، اليوم هي العمل على إزالة هذه العوائق. وحدد الجهات المؤثرة في مسيرة المصالحة، وهي «فتح» ومصر وإسرائيل وأميركا، وقال إن مفهوم «فتح» للمصالحة ما زال قاصراً، ويقوم على إلحاق قطاع غزة بالسلطة الفلسطينية في رام الله. وبالنسبة إلى أميركا وإسرائيل، قال أبو مرزوق إنهما لا تريان أي مكان ل «حماس» في رسم المستقبل الفلسطيني، وتحاولان إبعادها عن النظام السياسي الفلسطيني، مشيراً إلى أنهما ستعملان على إعاقة مشاركة «حماس» في أي انتخابات مقبلة. وأضاف أن الراعي المصري ينطلق من فلسفة أن الشرعية موجودة عند عباس، وأن هناك واقعاً في غزة من دون شرعية. وقال: «مورست علينا ضغوط من أجل المشاركة في الانتخابات، وعندما فزنا مورست علينا ضغوط كي ننسحب من الفوز وأن نخذل الناس الذين انتخبونا». وأكد أن على الفلسطينيين العمل على إنهاء الانقسام والتفرغ للبحث المشكلة الكبرى التي تواجه الفلسطينيين وهي الاحتلال. وأضاف: «حل الدولتين لم يعد قائماً بسبب الاستيطان الذي يأكل القدس وأجزاء واسعة مهمة من الضفة، وحل الدولة الواحدة مستحيل، فالوضع هنا يختلف عن جنوب أفريقيا، لذلك علينا مواجهة هذه التحديات». وتابع: «أمامنا الكثير لنفعله للخروج من التجاذب الداخلي إلى رسم المستقبل الفلسطيني... المطلوب أن نلتقي، وأن نتفق على موعد لتشكيل الحكومة». وفي القاهرة، علمت «الحياة» ان القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار وصل الى طهران أول من أمس تلبية لدعوة من القيادة الايرانية. في غضون ذلك، قال مسؤول في «حماس» ان مشعل سيقوم غداً بزيارة رسمية لتركيا، كاشفاً ان الزيارة أعد لها رئيس الحكومة اسماعيل هنية خلال زيارته التي قام بها لتركيا الشهر الماضي.